كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (بنَ -بنى)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (بنَ -بنى)

الوصف

                                                    كتاب الباء 

                                                    (بنَ -بنى)

[بنَ]

البَنَان: الأصابع، قيل: سمّيت بذلك لأنّ بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبنّ بها، يريد: أن يقيم بها، ويقال: أَبَنَّ بالمكان يُبِنُّ ، ولذلك خصّ في قوله تعالى: (بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) [القيامة/ ٤] ، 

وقوله تعالى: (وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) [الأنفال/ ١٢] ، خصّه لأجل أنهم بها تقاتل وتدافع، والبَنَّة: الرائحة التي تبنّ بما تعلق به.

[بنى]

يقال: بَنَيْتُ أَبْنِي بِنَاءً وبِنْيَةً وبِنًى. قال عزّ وجلّ: (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً) [النبأ/ ١٢] . والبِنَاء: اسم لما يبنى بناء، قال تعالى: (لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ) [الزمر/ ٢٠] ، والبَنِيَّة يعبر بها عن بيت الله تعالى   قال تعالى: (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) [الذاريات/ ٤٧] ، (وَالسَّماءِ وَما بَناها) [الشمس/ ٥] ، والبُنيان واحد لا جمع، لقوله تعالى: (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ) [التوبة/ ١١٠] ، 

وقال: (كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف/ ٤] ، قالُوا: (ابْنُوا لَهُ بُنْياناً) [الصافات/ ٩٧] ، وقال بعضهم: بُنْيَان جمع بُنْيَانَة، فهو مثل: شعير وشعيرة، وتمر وتمرة، ونخل ونخلة، وهذا النحو من الجمع يصح تذكيره وتأنيثه.

و (ابْنُ) أصله: بنو، لقولهم في الجمع: أَبْنَاء، وفي التصغير: بُنَيّ، قال تعالى: (يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ) [يوسف/ ٥] ، (يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) [الصافات/ ١٠٢] ، 

(يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) [لقمان/ ١٣] ، يا بنيّ لا تعبد الشيطان، وسماه بذلك لكونه بناء للأب، فإنّ الأب هو الذي بناه وجعله الله بناء في إيجاده، ويقال لكلّ ما يحصل من جهة شيء أو من تربيته، أو بتفقده أو كثرة خدمته له أو قيامه بأمره: هو ابنه، نحو: فلان ابن الحرب، وابن السبيل للمسافر، وابن الليل، وابن العلم، قال الشاعر: أولاك بنو خير وشرّ كليهما وفلان ابن بطنه وابن فرجه: إذا كان همّه مصروفا إليهما، وابن يومه: إذا لم يتفكّر في غده. قال تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَقالَتِ النَّصارى: (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) [التوبة/ ٣٠] .

وقال تعالى: (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) [هود/ ٤٥] ، (إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ) [يوسف/ ٨١] ، وجمع ابْن: أَبْنَاء وبَنُون، قال عزّ وجل: (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) [النحل/ ٧٢] ، 

وقال عزّ وجلّ:( يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ) [يوسف/ ٦٧] ، (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف/ ٣١] ، (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ) [الأعراف/ ٢٧] ، ويقال في مؤنث ابن: ابْنَة وبِنْت، 

وقوله تعالى: (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) [هود/ ٧٨] ، وقوله: (لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ) [هود/ ٧٩] ، فقد قيل: خاطب بذلك أكابر القوم وعرض عليهم بناته لا أهل قريته كلهم، فإنه محال أن يعرض بنات له قليلة على الجمّ الغفير، وقيل: بل أشار بالبنات إلى نساء أمته، وسماهنّ بنات له لكون كلّ نبيّ بمنزلة الأب لأمته، بل لكونه أكبر وأجل الأبوين لهم كما تقدّم في ذكر الأب، 

وقوله تعالى: (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ) [النحل/ ٥٧] ، هو قولهم عن الله: إنّ الملائكة بنات الله.