كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (بعثر - بعد)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (بعثر - بعد)

الوصف

                                                    كتاب الباء 

                                                   (بعثر - بعد)

[بعثر]

قال الله تعالى: (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) [الانفطار/ ٤] ، أي: قلب ترابها وأثير ما فيها، ومن رأى تركيب الرباعي والخماسيّ من ثلاثيين نحو: تهلل وبسمل  : إذا قال: لا إله إلا الله وبسم الله يقول: إنّ بعثر مركّب من: بعث وأثير، وهذا لا يبعد في هذا الحرف، فإنّ البعثرة تتضمن معنى بعث وأثير.

[بعد]

البُعْد: ضد القرب، وليس لهما حدّ محدود، وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره، يقال ذلك في المحسوس، وهو الأكثر، وفي المعقول نحو قوله تعالى: (ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً) [النساء/ ١٦٧] ، 

وقوله عزّ وجلّ: (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) [فصلت/ ٤٤] ، يقال: بعد: إذا تباعد، وهو بعيد، (وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) [هود/ ٨٣] ، وبَعِدَ: مات، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك، نحو:

  (بَعِدَتْ ثَمُودُ) [هود/ ٩٥] ،

 وقد قال النابغة: في الأدنى وفي البعد والبَعَدُ والبُعْدُ يقال فيه وفي ضد القرب، قال تعالى: (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [المؤمنون/ ٤١] ، (فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) [المؤمنون/ ٤٤] ، وقوله تعالى: (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) [سبأ/ ٨] ، أي: الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيها بمن ضلّ عن محجّة الطريق بعدا متناهيا، فلا يكاد يرجى له العود إليها، وقوله عزّ وجلّ: (وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) [هود/ ٨٩] ، أي: تقاربونهم في الضلال، فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب.

(بَعْد) : يقال في مقابلة قبل، ونستوفي أنواعه في باب (قبل) إن شاء الله تعالى.