كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (بزغ -بسَ -بسر - بسط )

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (بزغ -بسَ -بسر - بسط )

الوصف

                                                      كتاب الباء 

                                             (بزغ -بسَ -بسر - بسط )

[بزغ]

قال تعالى: (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً) [الأنعام/ ٧٨] ، (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً) [الأنعام/ ٧٧] أي: طالعا منتشر الضوء، وبَزَغَ النَّابُ، تشبيها به، وأصله من: بَزَغَ البيطارُ الدَّابَّةَ: أسال دمها فبزغ هو، أي: سال.

[بسَ]

قال الله تعالى: (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) [الواقعة/ ٥] ، أي: فتّتت، من قولهم: بَسَسْتُ الحنطة والسويق بالماء: فتتّه به، وهي بَسِيسَةٌ، وقيل: معناه: سقت سوقا سريعا، من قولهم: انْبَسَّتِ الحيّات: انسابت انسيابا سريعا، فيكون كقوله عزّ وجلّ: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ) [الكهف/ ٤٧] ، وكقوله: (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) [النمل/ ٨٨] .

وبَسَسْتُ الإبلَ: زجرتها عند السوق، وأَبْسَسْتُ بها عند الحلب، أي: رقّقت لها كلاما تسكن إليه، وناقة بَسُوس: لا تدرّ إلا على الإِبْسَاس، وفي الحديث: «جاء أهل اليمن يَبُسُّونَ عيالهم» أي: كانوا يسوقونهم.

[بسر]

البَسْرُ: الاستعجال بالشيء قبل أوانه، نحو: بَسَرَ الرجل الحاجة: طلبها في غير أوانها، وبَسَرَ الفحل الناقة: ضربها قبل الضّبعة ، وماء بُسْر: متناول من غديره قبل سكونه، وقيل للقرح الذي ينكأ قبل النضج: بُسْر، ومنه قيل لما لم يدرك من التمر: بُسْر، وقوله عزّ وجل: (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) [المدثر/ ٢٢] أي: أظهر العبوس قبل أوانه وفي غير وقته، فإن قيل: فقوله: (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ) [القيامة/ ٢٤] ليس يفعلون ذلك قبل الوقت، وقد قلت: إنّ ذلك يقال فيما كان قبل الوقت! قيل: إنّ ذلك إشارة إلى حالهم قبل الانتهاء بهم إلى النار، فخصّ لفظ البسر، تنبيها أنّ ذلك مع ما ينالهم من بعد يجري مجرى التكلف ومجرى ما يفعل قبل وقته، ويدل على ذلك قوله عزّ وجل: (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) [القيامة/ ٢٥] .

[بسط]

بَسْطُ الشيء: نشره وتوسيعه، فتارة يتصوّر منه الأمران، وتارة يتصور منه أحدهما، ويقال: بَسَطَ الثوب: نشره، ومنه: البِسَاط، وذلك اسم لكلّ مَبْسُوط، قال الله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً) [نوح/ ١٩] والبِسَاط: الأرض المتسعة وبَسِيط الأرض: مبسوطه، واستعار قوم البسط لكل شيء لا يتصوّر فيه تركيب وتأليف ونظم، قال الله تعالى: (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) [البقرة/ ٢٤٥] ، وقال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ) [الشورى/ ٢٧] أي: لو وسّعه، (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) [البقرة/ ٢٤٧] أي: سعة.

قال بعضهم: بَسَطْتُهُ في العلم هو أن انتفع هو به ونفع غيره، فصار له به بسطة، أي: جودا.

وبَسْطُ اليد: مدّها. قال عزّ وجلّ: (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) [الكهف/ ١٨] ، وبَسْطُ الكف يستعمل تارة للطلب نحو: (كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ) [الرعد/ ١٤] ، وتارة للأخذ، نحو: (وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ) [الأنعام/ ٩٣] ، وتارة للصولة والضرب. قال تعالى: (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ) [الممتحنة/ ٢] ، وتارة للبذل والإعطاء: (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) [المائدة/ ٦٤] .

والبَسْطُ: الناقة تترك مع ولدها، كأنها المبسوط نحو: النّكث والنّقض في معنى المنكوث والمنقوض، وقد أَبْسَطَ ناقَتَه، أي:تركها مع ولدها.