كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (برج- برح)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (برج- برح)

الوصف

                                                    كتاب الباء 

                                                 (برج- برح)

[برج]

البُرُوج: القصور، الواحد: بُرْج، وبه سمّي بروج السماء لمنازلها المختصة بها، قال تعالى: (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) [البروج/ ١] ، وقال تعالى: (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً) [الفرقان/ ٦١] ، 

وقوله تعالى: (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء/ ٧٨] يصح أن يراد بها بروج في الأرض، وأن يراد بها بروج النجم، ويكون استعمال لفظ المشيدة فيها على سبيل الاستعارة، وتكون الإشارة بالمعنى إلى نحو ما قال زهير: ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... ولو نال أسباب السّماء بسلّم وأن يكون البروج في الأرض، وتكون الإشارة إلى ما قال الآخر: ولو كنت في غمدان يحرس بابه ... أراجيل أحبوش وأسود آلف إذا لأتتني حيث كنت منيّتي ... يخبّ بها هاد لإثزي قائف وثوب مُبَرَّج: صوّرت عليه بروج، واعتبر حسنه، فقيل: تَبَرَّجَتِ المرأة أي: تشبّهت به في إظهار المحاسن، وقيل: ظهرت من برجها، أي: قصرها، 

ويدلّ على ذلك قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب/ ٣٣] ، وقوله: (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) [النور/ ٦٠] ، والبَرَجُ: سعة العين وحسنها تشبيها بالبرج في الأمرين.

[برح]

البَرَاح: المكان المتسع الظاهر الذي لا بناء فيه ولا شجر، فيعتبر تارة ظهوره فيقال: فعل كذا بَرَاحاً، أي: صراحا لا يستره شيء، وبَرِحَ الخفاء: ظهر، كأنه حصل في براح يرى ، ومنه: بَرَاحُ الدار، وبَرِحَ: ذهب في البراح، ومنه: البَارِحُ للريح الشديدة، والبَارِحُ من الظباء والطير، لكن خصّ البارح بما ينحرف عن الرامي إلى جهة لا يمكنه فيها الرمي فيتشاءم به، وجمعه بَوَارِح، وخصّ السّانح بالمقبل من جهة يمكن رميه، ويتيمّن به، والبَارِحَة: الليلة الماضية، وما بَرِحَ: ثبت في البراح، ومنه قوله عزّ وجلّ: (لا أَبْرَحُ) [الكهف/ ٦٠] ، وخصّ بالإثبات، كقولهم: لا أزال، لأنّ برح وزال اقتضيا معنى النفي، و «لا» للنفي، والنفيان يحصل من اجتماعهما إثبات، وعلى ذلك قوله عزّ وجل: (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ) [طه/ ٩١] ، وقال تعالى: (لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) [الكهف/ ٦٠] ، ولمّا تصوّر من البارح معنى التشاؤم اشتق منه التَّبْرِيح والتَّبَارِيح فقيل: برّح بي الأمر، وبرّح بي فلان في التقاضي، وضربه ضربا مُبَرِّحاً، وجاء فلان بالبرح، و: أَبْرَحْتَ ربّا وأبرحت جارا أي: أكرمت، وقيل للرامي إذا أخطأ: برحى دعاء عليه، وإذا أصاب: مرحى، دعاء له، ولقيت منه البرَحِينَ  والبُرَحَاء، أي: الشدائد، وبُرَحَاء الحمّى: شدتها.