كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (بتل - بث )

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (بتل - بث )

الوصف

                                          كتاب الباء 

                                         (بتل - بث )

[بتل]

قال تعالى: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا) [المزمل/ ٨] أي: انقطع في العبادة وإخلاص النية انقطاعا يختص به، وإلى هذا المعنى أشار بقوله عزّ وجل: (قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ) [الأنعام/ ٩١] وليس هذا منافيا لقوله عليه الصلاة والسلام:

«لا رهبانية ولا تَبَتُّلَ في الإسلام»  فإنّ التبتل هاهنا هو الانقطاع عن النكاح، ومنه قيل لمريم: العذراء البَتُول، أي: المنقطعة عن الرجال ، والانقطاع عن النكاح والرغبة عنه محظور لقوله عزّ وجل: (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) [النور/ ٣٢] ، 

وقوله عليه الصلاة والسلام: «تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة» . ونخلة مُبْتِل: إذا انفرد عنها صغيرة معها .

[بث]

أصل البَثِّ: التفريق وإثارة الشيء كبث الريح التراب، وبثّ النفس ما انطوت عليه من الغمّ والسّرّ، يقال: بَثَثْتُهُ فَانْبَثَّ، ومنه قوله عزّ وجل: (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) [الواقعة/ ٦] ، 

وقوله عزّ وجل: (وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ) [البقرة/ ١٦٤] إشارة إلى إيجاده تعالى ما لم يكن موجودا وإظهاره إياه. وقوله عزّ وجلّ: (كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) [القارعة/ ٤] أي: المهيّج بعد ركونه وخفائه.

وقوله عزّ وجل: (انَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي) [يوسف/ ٨٦] أي: غمّي الذي أبثّه عن كتمان، فهو مصدر في تقدير مفعول، أو بمعنى: غمّي الذي بثّ فكري، نحو: توزّعني الفكر، فيكون في معنى الفاعل.