كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الألف (أوب - أيد)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الألف (أوب - أيد)

الوصف

                                                    كتاب الألف 

                                                   (أوب - أيد)

[أوب]

الأَوْبُ: ضرب من الرجوع، وذلك أنّ الأوب لا يقال إلا في الحيوان الذي له إرادة، والرجوع يقال فيه وفي غيره، يقال: آب أَوْباً وإِيَاباً ومَآباً.

قال الله تعالى: (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) [الغاشية/ ٢٥] وقال: (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً) [النبأ/ ٣٩] ، والمآب: المصدر منه واسم الزمان والمكان.

قال الله تعالى: (وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران/ ١٤] ، والأوَّاب كالتوّاب، وهو الراجع إلى الله تعالى بترك المعاصي وفعل الطاعات، قال تعالى: (أَوَّابٍ حَفِيظٍ) [ق/ ٣٢] ، وقال: (إِنَّهُ أَوَّابٌ) [ص/ ٣٠] ومنه قيل للتوبة: أَوْبَة، والتأويب يقال في سير النهار وقيل: آبت يد الرّامي إلى السهم «٤» وذلك فعل الرامي في الحقيقة وإن كان منسوبا إلى اليد، ولا ينقض ما قدّمناه من أنّ ذلك رجوع بإرادة واختيار، وكذا ناقة أَؤُوب: سريعة رجع اليدين.

[أيد]

قال الله عزّ وجل: (أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ) [المائدة/ ١١٠] فعّلت من الأيد، أي: القوة الشديدة.

وقال تعالى: (وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ) [آل عمران/ ١٣] أي: يكثر تأييده، ويقال: إِدْتُهُ أَئِيدُهُ أَيْداً نحو: بعته أبيعه بيعا، وأيّدته على التكثير. قال عزّ وجلّ: (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) [الذاريات/ ٤٧] ، ويقال: له أيد، ومنه قيل للأمر العظيم مؤيد.

وإِيَاد الشيء: ما يقيه، وقرئ: (أَأْيَدْتُكَ) ، وهو أفعلت من ذلك. قال الزجاج رحمه الله  : يجوز أن يكون فاعلت، نحو: عاونت، وقوله عزّ وجل: (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما) [البقرة/ ٢٥٥] أي: لا يثقله، وأصله من الأود، آد يؤود أودا وإيادا: إذا أثقله، نحو: قال يقول قولا، وفي الحكاية عن نفسك: أدت مثل: قلت، فتحقيق آده : عوّجه من ثقله في ممرِّه.