كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الألف (إنس - أنف)

الوصف
كتاب الألف
(إنس - أنف)
[إنس]
الإنس: خلاف الجن، والأنس: خلاف النفور، والإنسيّ منسوب إلى الإنس يقال ذلك لمن كثر أنسه، ولكلّ ما يؤنس به، ولهذا قيل: إنسيّ الدابة للجانب الذي يلي الراكب ، وإنسيّ القوس: للجانب الذي يقبل على الرامي.
والإنسيّ من كل شيء: ما يلي الإنسان، والوحشيّ: ما يلي الجانب الآخر له. وجمع الإنس أَناسيُّ، قال الله تعالى: (وَأَناسِيَّ كَثِيراً) [الفرقان/ ٤٩] .
وقيل ابن إنسك للنفس ، وقوله عزّ وجل: (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً) [النساء/ ٦] أي: أبصرتم أنسا بهم، (وآنَسْتُ ناراً) [طه/ ١٠] ، وقوله: (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) [النور/ ٢٧] أي: تجدوا إيناسا.
والإِنسان قيل: سمّي بذلك لأنه خلق خلقة لا قوام له إلا بإنس بعضهم ببعض، ولهذا قيل: الإنسان مدنيّ بالطبع، من حيث لا قوام لبعضهم إلا ببعض، ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه، وقيل: سمّي بذلك لأنه يأنس بكلّ ما يألفه ، وقيل: هو إفعلان، وأصله: إنسيان، سمّي بذلك لأنه عهد الله إليه فنسي.
[أنف]
أصل الأنف: الجارحة، ثم يسمّى به طرف الشيء وأشرفه، فيقال: أنف الجبل وأنف اللحية ، ونسب الحمية والغضب والعزّة والذلة إلى الأنف حتى قال الشاعر:
إذا غضبت تلك الأنوف لم أرضها ... ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها وقيل: شمخ فلان بأنفه: للمتكبر، وترب أنفه للذليل، وأَنِفَ فلان من كذا بمعنى استنكف، وأَنَفْتُهُ: أصبت أنفه. وحتى قيل الأَنَفَة: الحمية، واستأنفت الشيء: أخذت أنفه، أي: مبدأه، ومنه قوله عزّ وجل: (ماذا قالَ آنِفاً) [محمد/ ١٦] أي: مبتدأ.