كتاب التفسير والتأويل في القرآن - الفصل الأول التفسير والتأويل في اللغة والاصطلاح (المبحث الأول: التفسير في اللغة والاصطلاح (التفسير في اللغة))

الوصف
الفصل الأول التفسير والتأويل في اللغة والاصطلاح
(المبحث الأول: التفسير في اللغة والاصطلاح (التفسير في اللغة))
التفسير مصدر، علي وزن «تفعيل». وفعله الثلاثي «فسر». يقال: فسر الشيء فسرا. والفعل الماضي من التفسير، هو الرباعي «فسّر»، يقال: فسّر الشيء تفسيرا. والجذر الثلاثي للكلمة هو الفسر.
قال الإمام أحمد بن فارس عن الفسر: الفسر كلمة تدلّ علي بيان الشيء وإيضاحه. تقول: فسرت الشيء، وفسّرته.وقال الإمام الراغب الأصفهاني في المفردات: الفسر: إظهار المعنى المعقول. ومنه قيل لما ينبئ عنه البول: تفسرة. [أي أنّ البول ينبئ ويكشف ويظهر المرض الموجود في الجسم، فالبول تفسرة وإظهار للمرض].
والتفسير في المبالغة كالفسر. أي أنّ الراغب يري اتفاق التفسير والفسر في أصل المعني، فهما يدلان علي إظهار المعني. لكن في التفسير مبالغة أكثر من الفسر.
ويلتقي كلام ابن فارس مع كلام الراغب علي أنّ معنى التفسير يقوم علي: بيان الشيء وإظهاره وإيضاحه.
وقال ابن منظور في «لسان العرب» عن الفسر: الفسر: البيان. يقال فسر الشيء وفسّره، أي: أبانه.
والفسر: كشف المغطي. والتفسرة: البول الذي يستدلّ به علي المرض، حيث ينظر فيه الأطباء، فيستدلون به علي علة المريض.
وكلّ شيء يعرف به تفسير الشيء، ومعناه، فهو تفسرته. والتفسير: البيان. وهو: كشف المراد عن اللفظ المشكل إنّ كلّ اشتقاقات وتصريفات مادة «فسر» تدلّ علي معناها الأصلي، الذي لا يخرج عن: البيان والكشف والتوضيح والإظهار.
فتفسير الكلام هو: بيان معناه. وإظهاره وتوضيحه، وإزالة إشكاله، والكشف عن المراد منه.
قال الإمام أبو البقاء الكوفي في «الكليات» عن هذا المعنى الجامع للتفسير: «التفسير: الاستبانة والكشف، والعبارة عن الشيء بلفظ أيسر وأسهل من لفظ الأصل. قال أهل البيان: التفسير هو أن يكون في الكلام لبس وخفاء، فيؤتي بما يزيله ويفسّره».