كتاب التفسير والتأويل في القرآن - التفسير الموضوعي ألوانه، وخطوات السّير فيه (خطوات السير في التفسير الموضوعي)

كتاب التفسير والتأويل في القرآن - التفسير الموضوعي ألوانه، وخطوات السّير فيه (خطوات السير في التفسير الموضوعي)
188 0

الوصف

                                                    التفسير الموضوعي ألوانه، وخطوات السّير فيه 

                                                       (خطوات السير في التفسير الموضوعي)

كيف نبحث في المصطلح القرآني الواحد؟ وكيف نفسر هذا المصطلح تفسيرا موضوعيا، وما هي الخطوات التي نتبعها في ذلك؟ فيما يلي عجالة سريعة لهذه الخطوات، ونرجئ التفاصيل فيها إلي دراسة منهجية قادمة عن التفسير الموضوعي إن شاء الله.

نريد أن نفسّر «الجهاد في القرآن» تفسيرا موضوعيا- علي سبيل المثال- فما هي الخطوات التي نسلكها في ذلك؟ 

١ - نعيد الكلمة إلي جذرها الثلاثي. فالجذر الثلاثي لمصطلح الجهاد هو «جهد».

٢ - نبحث عن المعنى اللغويّ الاشتقاقيّ لهذا الجذر الثلاثي في أمهات كتب اللغة، ومن أهمّ المعاجم في ذلك «معجم مقاييس اللغة» لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا. ونراجع في هذا كتب المعاجم الموسعة، ومن أفضلها «لسان العرب» لابن منظور الأفريقي.

٣ - ننظر في معنى الكلمة- جهد- في الكتب التي تبين معاني ألفاظ وكلمات القرآن. وفي مقدمتها كتاب «مفردات ألفاظ القرآن» للامام الراغب الأصفهاني. ومنها كتاب «التصاريف» ليحيي بن سلام البصري، وكتاب «عمدة الحافظ في تفسير أشرف الألفاظ» للسمين الحلبي.

ويجب أن لا يفوتنا الاطلاع علي الكلمة في معجم «الكليات» لأبي البقاء أيوب الحسيني الكفوي.

٤ - ننظر في اشتقاقات وتصريفات الكلمة- جهد- في القرآن الكريم، ونطلع علي هذه التصريفات والحالات في الكتاب القيم النافع: «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن» لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله. ونعدّ قائمة بهذه الاشتقاقات والصيغ.

٥ - نتابع كلّ صيغة أو تصريف منها في آيات القرآن، ونسجل هذه الآيات، ونرتبها، وننظر في بعض دلالاتها وإيحاءاتها.

٦ - نربط بين الأصل الاشتقاقي اللغوي للكلمة، الذي أخذناه من مقاييس اللغة ولسان العرب والمفردات والكليات، وبين الاستعمال القرآني، ونري توفّر المعنى اللغوي، والأصل الاشتقاقي في الآيات القرآنية، وننزل ذلك الأصل اللغوي علي التصريفات القرآنية.

٧ - نطلع علي تفسير الآيات التي استخدمت ذلك المصطلح القرآني في أمهات كتب التفسير، لنعرف ماذا قال المفسرون في تفسيرها، وحتى لا نخطئ في نظراتنا وتحليلاتنا.

ونري أنّ من أمهات كتب التفسير القديمة والحديثة: جامع البيان للطبري، والكشاف للزمخشري، والتفسير الكبير للرازي، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، والمحرر الوجيز لابن عطية، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير، ونظم الدرر للبقاعي، وفي ظلال القرآن لسيد قطب، والتحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور.

٨ - نسجل ما نلحظه في الآيات من دلالات ولطائف، وإشارات وحقائق، وننقل ما نراه مناسبا من أمهات التفاسير، ونركز علي الدلالات التي فيها جدة وإضافة، أو فيها ارتباط واتصال مع واقع وحياة وحاضر الناس، ونحرص علي أن تكون هذه اللطائف منوعة مختلفة.

٩ - نذهب إلي أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكلام الصحابة والتابعين، لنطلع علي ما في هذه المصادر من كلام يتعلق بالمصطلح الذي نبحثه، فإن الأحاديث الصحيحة التي استخدمته، تضفي عليه مزيدا من الإشارات والفوائد والحقائق.

١٠ - نستخلص بعض ما وجدناه في رحلتنا مع هذا المصطلح القرآني، ونختم البحث بخاتمة نسجل فيها خلاصة نافعة في ذلك.

هذه عشر خطوات مرحلية متدرجة نراها ضرورية لمتابعة أيّ مصطلح قرآني، ليكون البحث علميا موضوعيا، وليكون النظر سليما صائبا، وليكون الاستنتاج صحيحا مقبولا.