كتاب التفسير والتأويل في القرآن - التفسير الموضوعي ألوانه، وخطوات السّير فيه (ألوان التفسير الموضوعي الثلاثة)

الوصف
التفسير الموضوعي ألوانه، وخطوات السّير فيه
(ألوان التفسير الموضوعي الثلاثة)
أريد في هذه الوقفة السريعة أن أشير إلي «ألوان التفسير الموضوعي».
إن ألوان التفسير الموضوعي ثلاثة:
اللون الأول: التفسير الموضوعي للمصطلحات القرآنية:
بحيث يختار الباحث مصطلحا من مصطلحات القرآن، ويفرد له دراسة خاصة، يتابع فيها هذا المصطلح في القرآن، في اشتقاقاته وتصريفاته وحالاته العديدة، ثم يتدبر الآيات التي ورد فيها هذا المصطلح، ويستخلص منها اللطائف والمعاني، والدلالات والإشارات.
من أجود الأمثلة علي هذا اللون من التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: رسالة «الأمة في دلالتها العربية والقرآنية» لأستاذنا الدكتور أحمد حسن فرحات، و «العهد والميثاق في القرآن» لزميلنا- في الدراسة- الأستاذ الدكتور ناصر العمر.
ومنها- بشيء من التساهل- كتاب «الضالون كما يصورهم القرآن» لعبد المتعال الجبري، و «الصبر في القرآن» للدكتور يوسف القرضاوي.
وقد صحّ عزمي- بعون الله- علي اصدار سلسلة لهذا اللون من التفسير الموضوعي، وهي «التفسير الموضوعي للمصطلحات القرآنية» وهذه الرسالة: «التفسير والتأويل في القرآن» هي باكورة هذه السلسلة إن شاء الله.
اللون الثاني: التفسير الموضوعي للموضوعات القرآنية:
بحيث يبقي الباحث مع موضوع من موضوعات القرآن، يجمع الآيات حوله، بمختلف صيغها ومفرداتها، وكلماتها ومصطلحاتها.
وهذا الموضوع أشمل من المصطلحات القرآنية، لأنّ القرآن يتحدث عن الموضوع الواحد بمفردات ومصطلحات مختلفة، وعلي الباحث أن يجمعها وأن ينظر فيها، وأن يستخرج دلالاتها وحقائقها.
مثل: الصلاة في القرآن. الجهاد في القرآن. العقيدة في القرآن. الرسول في القرآن. المنافقون في القرآن.
وقد حاولت في بعض ما كتبت أن أسلك هذا الميدان، وأن تكون تلك الدراسة قريبة من هذا اللون من التفسير الموضوعي بكتاب «مع قصص السابقين في القرآن» بحلقاته الثلاث، الذي خصصته للحديث عن قصص غير الأنبياء في القرآن.
كما أمثل له بكتاب «الشخصية اليهودية من خلال القرآن: تاريخ وسمات ومصير»، وبالكتاب الآخر المتفرع منه وهو: «حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية».
اللون الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية:
يفرد الباحث فيه السورة القرآنية بدراسة خاصة، ويمعن النظر فيها، ويبين الوحدة الموضوعية للسورة، ويلحظ أهدافها ومقاصدها، ويقف علي وحداتها ودروسها، ثم يحللها تحليلا موضوعيا، ويقدمها للقارئين وحدة موضوعية متكاملة.
من أجود الدراسات القرآنية التي تمثل هذا اللون من التفسير الموضوعي، كتاب «سورة الحجرات: دراسة تحليلية موضوعية» للأستاذ الدكتور ناصر العمر.
ومنها كتاب «تدبّر سورة الفرقان» لعبد الرحمن حبنكة الميداني. ومنها- مع التساهل- دراسات الدكتور علي عبد الحليم محمود التربوية لبعض سور القرآن. مثل: تفسير سورة النور. وتفسير سورة المائدة.
ومنها- مع التساهل أيضا- سلسلة الأستاذ عبد الحميد طهماز. «من موضوعات سور القرآن». والتي أصدر منها حوالي عشرين رسالة.
وفي النية إصدار بعض الدراسات لهذا اللون من التفسير الموضوعي، أفرد فيه كلّ سورة برسالة خاصة، وأرجو من الله التوفيق والعون.
ولا يفوتني التذكير بالبداية الناجحة، التي بدأها سيد قطب- وهي بداية- في تعريفه بالسور القرآنية، في الطبعة المنقحة من الظلال، من سورة الفاتحة حتى سورة الحجر، وكلامه في ذلك التعريف والتقديم يصلح أن يكون «نواة» لمن بعده في هذا اللون من التفسير الموضوعي.