كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل العاشر نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم (حول تقبيل الرسول للحجر الأسود)

الوصف
الفصل العاشر نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم
(حول تقبيل الرسول للحجر الأسود)
تَوَقَّفَ الفادي المجرمُ أَمامَ تقبيلِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - للحجرِ الأَسود، وأَساءَ فهمَ الحادثةِ وتفسيرَها، كعادَتِه، وجعلَ حديثَه عنها فرصةً لاتِّهامِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عقيدتِه وإِيمانِه وإِخلاصِه وتوحيدِه. قَال فَضَّ اللهُ فاه: " جاءَ في سورةِ الأحزاب (٢١) : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) ، وقال عمرُ بنُ الخطابِ عن الحجرِ الأَسود: أَما واللهِ لقد علمْتُ أَنكَ حَجَرٌ، لا تَضُرُّ ولا تَنْفَع، ولولا أَني رأيتُ رسولَ اللهِ قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُك.
ونحنُ نسأل: لماذا جَعَلَ محمدٌ تقبيل الحجرِ الأَسودِ من شعائرِ الحَجِّ كالوثنيين؟ وهل هذه هي الأُسوةُ الحسنة؟ ولماذا يُجاري ويُداري عربَ الجاهلية، فيشركُ في إكرامِ اللهِ إِكرام الأَحجار؟ "
يرفضُ المجرمُ اعتبارَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قدوةً حسنةً للمسلمين من بعدِه، لماذا؟ لأَنه قَبَّلَ الحجرَ الأَسودَ، وجعلَ تقبيلَه من شعائِرِ الحَجّ!!
وماذا في تقبيلِه له؟ إِنه بهذا يُداري ويُجاري الوثنيّين، ويَفعلُ مثلَ فِعْلِهم. وهذا إِكرامٌ منه للحجر، وهذا إِشراك منه بالله - عز وجل -!! فالرسول - صلى الله عليه وسلم - مشرك بالله بمجردِ تَقبيلهِ الحجرَ الأَسود!!
هكذا يكونُ البحث، وهكذا يكونُ التحليلُ والتعليلُ والاستنباطُ والاستدلال؟!.
ومن المعلومِ عندنا أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لم يُشَرّعْ من عندِه، وإِنما كان يُبَلِّغُ المسلمين حكمَ اللهِ وشَرْعَه، فاللهُ سبحانه هو الذي شَرَعَ مناسكَ الحج، من إِحرامٍ وطوافٍ وسعي ورميِ للجِمار وغير ذلك، واللهُ هو الذي شَرَعَ للرسولِ - صلى الله عليه وسلم - والمسلميًن استَلامَ الحجرِ الأَسودِ عند الطوافِ وتقبيلهِ، كما أَمرهم باستقبالِ الكعبةِ في الصلاة، وعندما كان - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ الحجرَ الأَسودَ كان يُطَبِّقُ أَمْرَ الله، ويُنَفِّذُ شَرعَ الله، وهو بهذا عابدٌ لله وليس مشركاً به!.
وكم كانَ عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - واعياً حكيماً فَطِناً، عندما قَرَّرَ أَنه يُقَبّلُ الحجرَ الأَسود؛ لأَنه يقتدي في ذلك برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يوقنُ أَنه مجردُ حجرٍ، لا يَضُرُّ ولا يَنْفَع.