كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل العاشر نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم (اتهام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتزوج زوجة ابنه)

الوصف
الفصل العاشر نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم
(اتهام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتزوج زوجة ابنه)
كلامُ الفادي الفاجر المجرمُ في هذا المبحثِ من أَرْذَل وأَفْجَرِ وأَقبحِ ما سَجَّلَه في كتابِه القبيح، وقد جَعَلَ كَلامَه تحتَ عنوان: " يتزوَّجُ زوجةَ ابنِه!! ".
وعَلَّقَ على آيتَيْنِ من سورةِ الأَحزاب، تتحدَّثانِ عن زواجِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من زينبَ بنتِ جَحْش - رضي الله عنها -، وفيهما قولُه تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا) .
وقد سَبَقَ أَنْ ناقَشْنا المجرمَ البذيءَ في هذا الأَمْرِ، وبَيَّنّا مُلابسةَ زَواجِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زينبَ بنتِ جحش - رضي الله عنها -، وقَدَّمْنا المعنى الصحيحَ لآياتِ سورةِ الأَحزابِ التي تحدَّثَتْ عن ذلك.
لكنّنا نسجلُ هنا كلامَ المجرمِ البذيء، ليعرفَ الإِخوةُ القُرّاءُ إِجرامَ المجرمِ وقلةَ أَدَبِه، وهو الذي يَظهَرُ بمظهرِ الموضوعيِّ المحايِد، والباحثِ المنصف.
قال - فَضَّ اللهُ فاه، وشَلَّ يَدَه -: " اتفقَ جميعُ المفَسِّرين على أَنَّ محمداً قال هذه العبارةَ في زينبَ بنتِ جحش. وكان قد زَوَّجَها لزيدِ بنِ حارثة، وهو ابنُه بالتَّبَنّي وفي ذاتِ يومٍ أَتى محمدٌ زيداً لحاجَة، وأَبصرَ زينبَ في دِرْعٍوخمار، وكانتْ بيضاءَ وجميلةً وذاتَ خُلُق، من أَتَمِّ نساءِ قريش، ولم يكنْ زيدٌ في البيت، فوقعَتْ في نفسِ محمد، وأَعجبَه حُسْنُها، فقال: سبحانَ اللهِ مُقَلِّبِ القُلوب فلما جاءَ زيدٌ، ذَكَرَتْ له ذلك، ففطِنَ للأَمْرِ، واحتاط لنفسِه منعواقِبه، وذهبَ لمحمد، وقال له: إِنّي أَريدُ أَنْ أُطَلِّقَ صاحِبَتي! فقال محمد: ما لَكَ؟ أَرابَكَ منها شيء؟ قال: لا. ولكنْ لشَرَفِها تتعاظمُ عَلَيَّ فقال محمد: أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك، واتَّقِ اللهَ في أَمْرِها. قالَ محمدٌ هذا خشيةً من الناس، لئلا يُعَيِّروهُ بِأَخْذِ زوجةِ ابنِه، وأَخْفى في نفسِه شهوتَه إِليها!!. ولكن الفضلَ لجبريلَ، الذي أَنزلَ عليه أَلَّا يخشى الناسَ، ولْيجاهرْ برغبتِه في أَخْذِها من ابنه، وأَلا يكونَ لجميعِ المسلمين حَرَج إِذا أَخذوا نساءَ أَدعيائِهم، بعدَ أَنْ يَقْضوا منهنَّ مُرادَهم. فكيفَ ساغَ لمحمدٍ أَنْ يَمُدَّ عينَيْه، ويَشْتهي امرأةَ زيدٍ، أَقربِ الناسِ إِليه؟ وكيفَ يَدَّعي في مجلسِ العربِ بغير ما في نفسِه، ويَسْتَعدي جبريل على زيدٍ ليحرمَهُ من زوجته، لياخُذَها لنفسِه، وَبَدَلَ أَنْ يَندمَ ويَستغفرَ، يُسَبِّحُ الله ويقول: سبحانَ الله، مُقَلِّبِ القلوب؟ وهل يَليقُ بجبريل الطاهرِ أَنْ يُوافِقَ هوى محمد، ويجعلَ هذا الاغتصابَ سُنَّةً، ويَرفعَ الحرجَ عن جميع المؤمنين، إِذا ما أَتوا مثلَ هذه الفضائح؟!ولهذا المنطقِ الأَخلاقيِّ كانت زينبُ تَتَباهى على سائِرِنساءِ النبيّ قائلة: إِنَّ اللهَ تولّى إِنكاحي، وأَنتنَّ زوَّجكُنَّ أَولياؤكُنّ.. "
ولا نعلقُ على هذا الكلامِ الفاجرِ البذيء، ونُحيلُ على ما قُلْنَاهُ سابقاً في هذا الأمر! وقد بَيَّنَ كثيرٌ من العلماءِ حادثةَ زَواجِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - من زينبَ بنتِ جحشٍ - رضي الله عنها -، وتَحَدَّثْنَا عنها بالتفصيلِ في كتابنا " عتاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في القرآن: تحليل وتوجيه ".