كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية (ثالثاً: ماذا أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كتب اليهود؟ : وَضعَ الفادي المفترِي عنواناً مثيراً)

الوصف
الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية
(ثالثاً: ماذا أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كتب اليهود؟ : وَضعَ الفادي المفترِي عنواناً مثيراً)
" ما أَخَذَهُ من كُتُبِ جُهّالِ اليهود "، وقالَ تحتَ هذا العنوان: " هاكُم جَدْولاً بالموضوعاتِ التي انتحلَها محمد، ومكانُها في المؤلفاتِ اليهوديةِ التي أَخَذ عنها " والموضوعاتُ التي ذكرها أَحَدَ عَشَرَ موضوعاً، وكان يذكُرُ موضِعَ كُلِّ موضوعٍ في القرآن، وموضعَه في كتبِ اليهود.
والموضوعاتُ التي ذَكَرَها هي:
١ - تَعَلُّمُ " قايين " من الغرابِ كيفيةَ دَفْنِ أَخيه. وهو ابنُ آدمَ الكافر، الذي سَمّاهُ اليهودُ والنصارى " قايين "، وسَمّاهُ بعضُ المسلمين " قابيل ". علماً أَنَّ اسْمَه لم يُذْكَرْ في القرآن.
وقد ذُكرتْ قصةُ ابْنَي آدم في سورة المائدة: ٣٠ - ٣٥،. وادعى الفادي أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - أخذ هذا الموضوع من الكتاب اليهودي " فرقى ربي أليعزر، فصل: ٢١ ".
٢ - طرحُ نمرودَ لإِبراهيمَ في النار، وعدمُ مقدرةِ النارِ على إِحراقه. وقد ذكر هذا في السور التالية: الأنبياء ٥٧ - ٧٥،. والصافات: ٩١ - ٩٨،.
وادعى الفادي الجاهلُ أَنَّ قصةَ إِلقاءِ إِبراهيمَ في النارِ وَرَدَتْ في تسعِ سُوَر، هي: البقرة: ٢٦٠. والأنعام: ٧٤ - ٨٤. والأنبياء: ٥٢ - ٧٢. والشعراء: ٦٩ - ٧٩. والعنكبوت: ١٥ - ١٦. والصا فات: ٨١ - ٨٥. والزخرف: ٢٥ - ٢٧. والممتحنة: ٤.
وهذا دليلُ جهْلِه بالعلمِ والبحثِ وبالقرآن، لأَنَّ الكلامَ ليس عن قصة إِبراهيمَ - عليه السلام -، ومواجهتِه لقومِه، وإِنما الكلامُ عن محاكمتِه بعد تحطيمِه الأَصنامَ، وحُكْمِهم عليه بالإِحراقِ بالنّار، وهذا لم يَرِدْ إِلّا في سورةِ الأَنبياء وسورةِ الصافات.
ولَسْنَا مع الإِخبارِيّين الذين جَعَلوا اسْمَ الملِكِ زمنَ إِبراهيم - عليه السلام -: " نمرود ".
وهو الذي أَشارَ له قولُه تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) ، ويُلاحَظُ أَنَّ الآيةَ لم تَذْكُر اسْمَه، وبما أَنَّ اسْمَه لم يَرِدْ في حَديثٍ صَحيحٍ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإِنَّنا نتوقَّفُ في ذِكْرِ اسْمِه، ونَجعل ذلك من مبهمات القرآن، ونقول: الله أعلم باسمه.
وادَّعى الفادي أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ هذا الموضوعَ من الكتاب اليهودي: " مدراس رباه " فصل: ١٤. في تفسير تك: ١٥ - ١٧.
ولا أَدري من أَيْنَ أَخَذَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الكتابَ اليهودي، وهو الأُمّيُّ، والكتابُ المذكورُ مجهول عند حاخاماتِ اليهود؟!.
٣ - اجتماعُ سليمانَ - عليه السلام - مع رجال جيشهِ من الجنِّ والإِنسِ والطير، وقصةُ الهدهدِ معَ ملكةِ سبأ، وإِحضاره عرشَ ملكةِ سبأ. ٣ - اجتماعُ سليمانَ - عليه السلام - مع رجال جيشهِ من الجنِّ والإِنسِ والطير، وقصةُ الهدهدِ معَ ملكةِ سبأ، وإِحضاره عرشَ ملكةِ سبأ.
وقد وَرَدَ هذا الموضوعُ في سورةِ النمل: ١٧ - ٤٤،. وادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ قصةَ سليمانَ - عليه السلام - مع ملكةِ سبأ من الكتابِ اليهودي: " الترجوم الثاني عن كتاب أَستير ".
ولا أَدري كيفَ قرأَ الرسولُ الأُميُّ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - هذا الكتابَ اليهوديَّ المفقودَ، الذي لم يكنْ موجوداً عند اليهودِ في الحجاز؟!.
٤ - لم يُحسن الفادي الجاهلُ فَهْمَ إِشارةِ القرآنِ إِلى قصةِ الملَكَيْن اللَّذَيْنِ أَنزلهما اللهُ في مدينة بابل، والتي وردَتْ في الآيةِ: (٩٦) من سورة البقرة. وأَخَذَ تفاصيل إِسرائيلية باطلة، واتهمَ الملَكَيْن هاروت وماروت بالباطل. قال عنهما: " تَركيبُ الشهوةِ في الملاكين هاروت وماروت، وارتكابُهما شربَ الخمرِ والزنى والقتلَ وتعليمَ الناس السحر ".
وادَّعى الجاهلُ أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ قصةَ هاروتَ وماروت من الكتابِ اليهودي: " مدراس بلكوت ": الفصل: ٤٤.
وكَذَبَ اليهودُ في اتهامِهم المَلَكَيْن هاروتَ وماروتَ بارتكابِ جرائمِ شربِ الخمرِ والزنى والقتل، بعدَ أَنْ رَكَّبَ اللهُ فيهما الشهوة. ويَجِبُ علينا أَنْ نَبقى مع الإِشارةِ القرآنيةِ المجملةِ إِلى قصتهما، فهما مَلَكان كريمان، أَنزلَهما اللهُ من السماء على أَهل بابل، ليُحَذِّراهم من السحر، ويَنْهَيَاهُمْ عن ممارستِه، ثم صَعَدا إِلى السماء مَلَكَيْن كريمَيْن، لم يَفْعَلا ذنباً، ولم يرتكبا فاحشة.
٥ - وَرَدَ رفعُ جبلِ الطورِ فوقَ رؤوسِ اليهودِ في سورة البقرة: (٦٣) و (٩٣) . وفي سورة الأعراف: (١٥٥) و (١٧١) .
وادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ هذا الموضوعَ من الكتابِ اليهودي: " عبوداه زاراه ": الفصل الثاني.
٦ - ذَكَرَ القرآنُ عبادةَ بني إِسرائيل العجلَ الذهبيَّ الذي له خُوار، أَثناءَ غيبةِ موسى - عليه السلام - عنهم، ذاهباً إِلى جبلِ الطور.
وورد ذلك في سورة الأعراف: (١٤٨ - ١٥٣) . وورد في سورة طه: (٨٦ - ٩٨) .
وادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ هذا الموضوعَ من الكتابِ اليهودي: " فرقى ربي أليعازر. فصل: ٤٥ ".
٧ - ذَكَرَ القرآنُ أَنَّ اللهَ جَعَلَ من السماءِ سبعَ سمواتٍ في أَكثرَ من آية، منها آيةُ (٢٩) من سورة البقرة. كما ذَكَرَ أَنَّ لجهنَّمَ سبعةَ أَبواب، كما وردَ في آيةِ (٤٤) من سورة الحجر.
وَزَعَمَ الفادي المفترِي أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ هذا الموضوعَ من الكتابِ اليهوديِّ " حكيكا ٥ " باب: ٩. فصل: ٢. وكتاب: " زوهر " فصل: ٢.
٨ - أَخبرَ اللهُ أَنه لما خَلَقَ السمواتِ والأَرضَ كان عرشُه على الماء. وَوَرَدَ هذا في الآية من سورةِ هود.
وادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ هذا الموضوعَ من كتابِ اليهود: " تفسير راشي في تك " ١: ٢.
٩ - تكلَّمَ القرآنُ عن أَصحابِ الأَعراف، وما يقولونَه لأَصحابِ الجنة وأَصحابِ النار.
وَوَرَدَ هذا في سورةِ الأَعراف: آيات ٤٦ - ٤٩،. وادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ هذا الموضوعَ من الكتابِ اليهوديِّ: " مدراس تفسير جامعة ٧: ١٤ ".
١٠ - أَخبرَ اللهُ أَنَّ علامةَ بَدْءِ الطوفان زَمَنَ نوحٍ - عليه السلام هو فورانُ الماءِ من وسطِ التَّنّور.
وَوَرَدَ هذا في سورةِ هود، آية (٤٥) . وادَّعى الفادي الجاهلُ أَنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ هذا الموضوعَ من الكتابِ اليهودي: " روش هشاناه " فصل ٢: ١٦.
١١ - أَشارَ القرآنُ إِلى أَن اللهَ حَفِظَ القرآنَ المجيدَ في اللوحِ المحفوظِ عنده، وَوَرَدَ هذا في آيَتَى (٢١ - ٢٢) من سورةِ البروج.
وادَّعى الفادي المفتري أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ هذا الموضوعَ من الكتابِ اليهودي: " فرقي أبوت " باب: ٥، فصل: ٦.
والكتبُ اليهوديةُ التي ذَكَرَها الفادي المفترِي لا يَعرفُها معظمُ الأَحْبارِ والحاخامات اليهود، ولم تكنْ موجودةً عند اليهودِ في بلادِ الحجاز، فمن أَيْنَ اطَّلَعَ عليها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -؟!!
ومِنْ مَنْ أَخَذَها، وهو لم يُجالس اليهودَ والنصارى في مكة؟ وكيف يَقرأُ فيها باللغةِ العبرية وهو الأُمِّيُّ الذي لم يَقْرَا ولم يَكتبْ باللغةِ العربية؟!.