كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية (تاسعاً: حول المنافقين)

الوصف
الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية
(تاسعاً: حول المنافقين)
لم يُوَضِّح الفادي الجاهلُ: " التناقضَ التاسع " الذي سَجَّلَه على القُرآن، فَذَكَرَ عمودَيْن: الأَوَّل سَمّاه " النهيُ عن النفاق "، والثاني سَمّاه " الإِكراهُ على النفاق ".
وسَجَّلَ في العمودِ الأَوَّلِ قولَه تعالى: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٣٨) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (١٣٩)) .
كما سَجَّلَ قولَه تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٦٧) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٦٨)) .
في هذه الآياتِ التي سَجَّلَها تَهديدٌ شديدٌ من اللهِ للمنافقين، ووعيدٌ لهم بالعذاب، وعرضُ بعضِ تصرفاتِهم وأَفعالِهم وأَقوالِهم القبيحة.
وسَجَّلَ في العمودِ الثاني الذي سَمّاهُ " الإِكراه على النفاق " قولَه تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٣٠)) .
ولا حَديثَ في الآيةِ عن المنافقين، إِنما تتحدَّثُ عن اليهودِ والنصارى، وكُفْرِهم بالله، ونسبتِهم إِلى الله الولد، مضاهاةً وتقليداً لأَقوالِ الكافرين من قبلِهم.
فكيف اعتبرَ الفادي الجاهلُ الآيةَ من بابِ " الإِكراه على النفاق "؟! وما مقصودُه بهذا العنوان؟ هل يَقصدُ أَنَّ اللهَ يُكْرِهُ اليهودَ والنَّصارى على النفاقِ إِكْراهاً، ويأْمُرُهم به أَمْراً؟ وهل الآيةُ تتحدَّثُ عن ذلك؟ لا أَدري كيفَ يُفكرُ هذا الجاهل، وكيفَ ينتقدُ القرآنَ!!.
ثم سجلَ قولَه تعالى: (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥)) .
والآيةُ لا تتحدثُ عن المنافقين، وإنما تتحدثُ عن إِهلاكِ وتدميرِ السابقينَ من الكافرين. فأَينَ الإِكراهُ على النفاق في كلماتِ الآية؟!.
كلامُ الفادي الجاهلِ حولَ التناقضِ التاسع غيرُ واضح، فضلاً عن أَنه باطل، لأَنه لا تَناقُضَ في القرآن، ولا تَناقُضَ بين الآياتِ التي زَعَمَ هوتناقُضَها.