كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية (ثامناً: حول القسم بالبلد الأمين)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية (ثامناً: حول القسم بالبلد الأمين)
147 0

الوصف

                                                    الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية 

                                                     (ثامناً: حول القسم بالبلد الأمين)

الْتَبَسَ على الفادي الجاهلِ قَسَمُ القرآنِ بالبَلَدِ الأَمينِ مكةَ المكرمة، فَظَنَّ القرآنَ متناقضاً، لأَنه لا يقسمُ به في موضع، ويُقسمُ به في موضعٍ آخر!.

فهم قولَه تعالى: (لَاَ أقُسِمُ بِهَذَا البَلَدِ) نفياً للقَسَم به، واعْتَبَرَه مُنَاقضاً للقَسَمِ الصَّريح به في قوله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤)) .

في سورةِ التينِ قَسَمٌ صريحٌ بالبَلَدِ الأَمين، حيثُ أَقْسَمَ اللهُ بأَربعةِ أَشْياء: التينِ والزيتونِ وطور سينين والبلدِ الأَمين.

والمقسَمُ عليه الإِنسانُ، الذي خَلَقَه اللهُ في أَحسنِ تقويم، ثم رَدَّهُ أَسْفَلَ سافلين.

وفي سورةِ البلدِ قَسَمٌ أَيْضاً، لكنَّه قَسَمٌ بأُسلوبِ آخَر: (لَاَ أقُسِمُ بِهَذَا البَلَدِ) .

إِنَّ هذا ليسَ نفياً للقَسَم كما فَهِمَه الفادي الجَاهل، إِنما هو توكيدٌ للقَسَم.

و" لا " هنا ليستْ حرفَ نَفْيِ في الحقيقة، إِنما هي للتوكيد، من باب التلويحِ بالقَسَم.

وكأَنه يَقول: لا تجَعَلْني أُقسمُ بهذا البلد، فالأَمْرُ أَوضَحُ مِن أَن يحتاج إِلى قَسَم.