كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية (رابعاً: هل أهل الجنة قليلون أم كثيرون؟)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية (رابعاً: هل أهل الجنة قليلون أم كثيرون؟)
204 0

الوصف

                                                    الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية

                                                 (رابعاً: هل أهل الجنة قليلون أم كثيرون؟)

زَعَمَ الفادي الجاهلُ أَنَ حديثَ القرآنِ عن عَدَدِ أَهْلِ الجنةِ مُتناقض، تَناقَضَ - في نظرِه - قولُه تعالى: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤)) .

مع قوله تعالى: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)) . لننظر: هل تَتناقَضُ الآياتُ مع بعضها؟. 

مَنْ هم (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤)) ؟ ومَنْ هم (وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)) ؟ وهل أَصحابُ الجنةِ كلُّهم صنفٌ واحد؟.

أَخبرتْ آياتُ سورةِ الواقعةِ أَنَّ الناسَ يومَ القيامة ثلاثَةُ أَصْناف:

السابقون، وأَصحابُ اليمين، وأَصحابُ الشمال. قالَ تعالى: (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠)) .

أَصحابُ المشأمَةِ هم أَصحابُ الشمال، وهم الكفارُ في جهنم؟ قال الله - عز وجل -: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢)) .

أَما السّابقون وأَصحابُ اليمين فهم المؤمنونَ في الجنة، وهما صنفان مُتفاوتانِ في منازلِ الجنة: السابقون المقَرَّبون في أَعْلى منازلِ الجنة ، وأَصحابُ اليمينِ في أَوسطِ منازلِ الجنة.

قالَ اللهُ عن الصنفِ الأَول: السابقين: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤)) .

وقالَ اللهُ عن الصنفِ الثاني: أَصحابِ اليمين:

(وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦) عُرُبًا أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)) .

معنى " ثُلَّةٌ ": مجموعَة.

والمرادُ بالأَوَّلين: أَصحابُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على أَنهم أَفضلُ جيلٍ من أَجيالِ المسلمين.

والمرادُ بالآخِرين الأَجيالُ المتأخرةُ من المسلمين.

السابقون المقَرَّبون أَكثرهم من الأَوَّلين، وقَليلٌ منهم من الآخِرين: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)) .

أَمّا الصنفُ الثاني أَصحابُ اليمين، فكثير منهم من الأوَّلين السابقين وكثيرٌ من الآخِرينَ المتأخرين: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)) .

إِنَّ الفادي الجاهلَ غبيّ، لا يُحسنُ فهمَ القرآن، ولذلك قالَ بالتناقض، وزالَ هذا التناقضُ المزعومُ، بمعرفةِ مَنْ تتحدثُ عنهم كُلُّ مجموعةٍ من الآيات.