كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل السابع نقض المطاعن الاجتماعية (هل أخد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بثأر حمزة؟)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل السابع نقض المطاعن الاجتماعية (هل أخد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بثأر حمزة؟)

الوصف

                                                    الفصل السابع نقض المطاعن الاجتماعية 

                                                   (هل أخد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بثأر حمزة؟)

وَقَفَ الفادي أَمامَ قولِ الله - عز وجل -: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) .

وكان نزولُ هذه الآيةِ بعد غزوةِ أُحُد، في السنةِ الثانيةِ من الهجرة، التي جَرى فيها للمسلمين ما جَرى، وقد استشهدَ حمزةُ - رضي الله عنه -، بعد أَنْ بَقَرَ المشركونَ بَطْنَه ومَثَّلوا به.

وقد نَقَلَ الفادي عن البيضاويِّ أَنَّه لما رأى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حمزةَ وقَدْ مُثِّلَ به، قال: " واللهِ لئن أَظْفَرني اللهُ بهم، لأَمَثِّلَنَ بسبعينَ منهم مكانَك "، فأنزلَ اللهُ الآية، وكَفَّرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن يمينِه.

وعَلَّقَ الفادي المغرضُ على ذلك بقولِه: " ونحنُ نَسأل: هل الأَخْذُ بالثأرِ يُهَذّبُ النفسَ ويَحفظُ الأَمْن؟ إِنّنا نُعاني من عادةِ الأَخْذِ بالثأرِ ويلاتٍ مُرَّة.

قال المسيح: إِنَّ الذينَ يأخُذونَ السيفَ بالسيفِ يَهْلِكون وما أبعدَ الفرق بينَ قولِ محمدٍ: " والله لئن ظَفِرْتُ بهم لأُمَثلَنَّ بسبعينَ مكانك " وبين قولِ المسيح: إِنْ أَخْطَأَ إِليكَ أَخوكَ سبعينَ مَرَّةً سبْعَ مراتٍ فاغفِرْ له ".