كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل السادس نقض المطاعن التشريعية (هل أركان الحج من الجاهلية؟)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل السادس نقض المطاعن التشريعية (هل أركان الحج من الجاهلية؟)
114 0

الوصف

                                                    الفصل السادس نقض المطاعن التشريعية 

                                                      (هل أركان الحج من الجاهلية؟)

عادَ الفادي المفترِي إِلى التأكيدِ على أَنَّ كُلَّ أَعمالِ الحَجِّ ومناسِكِه مأخوذة من الجاهلية، وهي المسألةُ التي تحدَّثَ عنها أَكثرَ من مرةٍ فيما مضى.

فبعدَ أَنْ ذَكَرَ أَربعَ آياتٍ من سورةِ البقرةِ تتحدَّثُ عن الحج، استخرجَ منها دلالتَه العجيبةَ المعتادة: " كان اسْمُ شهرِ ذي الحِجَّةِ المخصَّصِ للحَجِّ موجوداً قبلَ الإِسلام، وكذلك كان الإِحرامُ (وهو البُعْدُ عن الرَّفَثِ والصَّيْد) موجوداً قبلَ الإِسلام، كما كانت التجارةُ في الحَجّ موجودةً قبل الإِسلام، وكذلك الإِفاضةُ من عرفاتٍ وإِلقاءُ الخُطَب وذِكْرُ المناقبِ عندَ المشْعَرِ الحرام فاتَّخَذَ الإِسلامُ عاداتِه وشعائِرَه من عادات العرب المشركين..".

الإِسلامُ عند الفادي المفترِي ليسَ من عندِ الله، وإِنما هو من وَضْعِ واختيارِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، أَخَذَه وانْتَقاهُ من عادات العرب المشركين في الجاهلية، حيثُ كان يَلْتَقي بهم، ويَختارُ من حياتِهم ما يريد، ثم يُسجلُه ويقدمُه لأَصحابِه، زاعماً أَنَّ اللهَ أَوحى به إِليه!.

والدليلُ عندَ المفترِي على ذلك، أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ شعائرَ وعاداتِ الحج من العربِ الجاهليّين، وزَعَمَ أَنَّ اللهَ هو الذي أَوحى به إِليه: أَبْقى اسْمَ شهرِ الحَجّ " ذي الحجة " على اسْمِه الجاهلي، وأَبْقى الإِحرامَ على صورتِه الجاهلية، وأَبْقى التجارةَ في موسمِ الحَجِّ كما كانتْ عليه في الجاهلية، وأَبْقى الإِفاضةَ من عرفاتٍ على ما كان يَفعلُه أَهْلُ الجاهلية!!.

ولو كانَ الحَجُّ تشريعاً من عندِ الله لأَلْغى كُلَّ هذه الأَعمالِ الجاهلية ، وأَمَرَ بأَعمالٍ إسلاميةٍ جديدة!!.

وقد سبقَ أَنْ ناقَشْنا الفادي المفترِي في هذا الأَمْر، وبَيّنّا أَنَّ الحَجَّ ذو نَسَبِ إِيماني، وأَنه سابِقٌ على العَرَبِ الجاهليّين، وأَوَّلُ مَنْ حَجَّ هو إِبراهيمُ الخلَيلُ - عليه السلام -، والعَربُ المشركونَ في الجاهليةِ تَوارَثوا أعمالَ وشعائِرَ الحَجِّ عن إبراهيم - عليه السلام -، وأَضافوا لها الكثيرَ من ممارساتِهم الخاطئة، التي تَقومُ على الشركِ بالله، فلما جاءَ الإِسلامُ أَزالَ الممارساتِ الجاهليةَ الخاطئةَ عن مناسكِ الحج، وأَعادها إِلى أَصْلِها الإِيمانيِّ العريق، وأَبقى الأَعمالَ النظيفةَ والشعائِرَ الصحيحةَ، لأَنها إِيمانيةُ الأَصل، كالوقوفِ بعَرَفَة والإِفاضة والإِحرام، فهي ليستْ عاداتٍ وشعائرَ مأخوذةً من الجاهليةِ كما زَعَمَ الفادي الجاهل!.