كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الخامس نقض المطاعن اللغوية (جمع القلة بدل جمع الكثرة)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الخامس نقض المطاعن اللغوية (جمع القلة بدل جمع الكثرة)
132 0

الوصف

                                                   الفصل الخامس نقض المطاعن اللغوية

                                                       (جمع القلة بدل جمع الكثرة)

بناءً على تَفريقِ الفادي الجاهلِ بينَ (مَعْدُودَةً) و (مَعْدُودَاتٍ) على أَنَّ (مَعْدُودَةً) جمعُ كَثْرَة، و(مَعْدُودَاتٍ) جمعُ قِلَّة، تابَعَ اعتراضه على القرآن، فأَثارَ سُؤالَه السابعَ عَشَرَ بعد المئة، وجَعَلَه تابعاً لسؤالِه السابق، الذي ناقَشْناهُ فيه.

قال: " جاء في سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) ، وكانَ يَجِبُ أَنْ يَجمعَها جمعَ كَثْرَة، حيثُ إِنَّ المرادَ جمعُ كثرةٍ عِدَّتُه ثَلاثون يوماً، فيقول: أَياماً معدودةً ".

ومعنى اعتراضِه أَنَّ شَهْرَ رمضانَ الواجبَ صيامُه ثلاثون يوماً، وهي أَيامٌ كثيرة، فمن غيرِ المناسبِ أَنْ توصَفَ أَيّامُهُ بجمعِ القِلَّة (مَعْدُودَاتٍ) ، وإِنما توصَفُ بجمْعِ الكثرةِ: (مَعْدُودَةً) .

وعلى هذا يكونُ القرآنُ - في نظرِ الفادي - قد أَخْطَأَ، عندما قال عن أَيامِ رمضان: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) ، وكان الواجبُ أَنْ يَقول: أَياماً معدودة!!.

وقد سبقَ أَنْ ناقَشْناهُ في المبحثِ السابق، ورَفَضْنا كلامَه أَنَّ (مَعْدُودَاتٍ) جمعُ قلة، و (مَعْدُودَةً) جمعُ كثرة، وذَكَرْنا أَنَّ اللفظَيْن جمعُ قِلَّة.

وأَنَّ (مَعْدُودَةً) تُستعملُ مع العددِ الأَقَل، و (مَعْدُودَاتٍ) مع العَدَدِ الأَكْثَر!. نقول مثلاً: هذه عشرةُ أيامٍ معدودةٍ.

وتقول: هذه ثلاثون يوماً معدودات!!. 

ولذلك ذَكَرَ القرآنُ صفةَ " معدوداتٍ " مع أَيامِ شهرِ رمضان الثلاثين: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) .