كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الخامس نقض المطاعن اللغوية (الفاعل لا يكون منصوباً)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الخامس نقض المطاعن اللغوية (الفاعل لا يكون منصوباً)

الوصف

                                                    الفصل الخامس نقض المطاعن اللغوية 

                                                         (الفاعل لا يكون منصوباً)

قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١٢٤)) .

زَعَمَ الفادي الجاهلُ أَنَّ (الظَّالِمِينَ) في جملةِ (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فاعلُ الفِعْل (يَنَالُ) ، وبما أَنه فاعلٌ فلا بُدَّ أَنْ يَكونَ مَرْفوعاً، ولا بُدَّ أَنْ تَكونَ الجملةُ هكذا: لا يَنالُ عهدي الظالمون! 

وقد أَخْطَأَ القرآنُ في نَصْبِ (الظَّالِمِينَ) لأَنَّ الفاعلَ لا يكونُ منصوباً!. وهذا الكلامُ دَلَّ على جَهْلِ الفادي باللغةِ العربيةِ وقواعدِها.

إِنَّ (عَهْدِي) هو الفاعل، و (الظَّالِمِينَ) مفعولٌ به منصوب. ومَعْنى (يَنَالُ) هنا: يَصِلُ ويُصيبُ. أَيْ: لا يَصِلُ عهدي الظالمين من ذريتِك.

وليسَ مَعْنى (يَنَالُ) هنا: يَأخذ، إِذْ لو كانَ كذلك لكانَ فاعِلُه " الظالمون "، ولكان المعنى: لا يَأْخُذُ عَهْدي الظالمون.

فجملةُ (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) تُريدُ أَنْ تُقَرِّرَ أَنَّ عَهْدَ اللهِ لا يَصِلُ الظالمين.