كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الرابع نقض المطاعن اللاهوتية (هل المسيح هو المخلِّص وحده؟)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الرابع نقض المطاعن اللاهوتية (هل المسيح هو المخلِّص وحده؟)
104 0

الوصف

                                                   الفصل الرابع نقض المطاعن اللاهوتية 

                                                    (هل المسيح هو المخلِّص وحده؟)

ساءَ الفادي المفترِي فَهْمَ اسمِ عيسى الذي ذَكَرَهُ القرآنُ خَمساً وعشرين مرة، حيثُ جعلَه بمعنى " يَسوع "، ومَعنى عيسى ويَسوع عنده هو: " المخُلِّص ".

أَمّا معنى المسيحِ عنده فهو: " المعَيَّنُ مَلِكاً ونَبياً وكاهِناً ". وقد ذُكِرَ المسيحُ في القرآنِ ثماني مرات: ومعنى " الإِنجيل " هو: " الخبرُ المفرح ".

وقد ذُكِرَ في القرآنِ اثنتي عشرةَ مرة. وخرجَ الفادي من هذا بنتيجةٍ خاطئة، اعتبرَ فيها المسيحَ يَسوعَ عيسى - عليه السلام - هو وَحْدَه المخلِّصَ للجنسِ البشري!!.

وهذا خَطَأٌ مردود، فليسَ المخلِّصُ والمنقذُ هو عيسى - عليه السلام - وحْدَه، فكُلُّ نبيٍّ ورسول هو مُخَلِّصٌ أَيضاً، يُخَلِّصُ الناسَ من الخَطَر، ويُنقذُهم من الأَذى، ويُخرجُهم من ظلماتِ الكفرِ إِلى نورِ الهُدى والإِيمان.

قال اللهُ لنبيّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١)) .

وآخِرُ ما قالَه الفادي المفترِي عن تَمَيُّزِ وتَفَرُّدِ عيسى - عليه السلام - عن سائرِ الأَنبياء، مما يدل على أُلوهيتِه وعدمِ بشريتِه؟

قولُه: " إِنَّ الذي ذَكَرَهُ القرآنُ عن المسيح، يَفوقُ ما ذَكَرَهُ عن سائرِ البشر، بمن فيهم محمدٌ . أَلا يُشيرُ هذا إِلى تَفَرُّدِ المسيحِ عن سائرِ البشرِ؟ وهذا ما يقولُه الإِنجيلُ عن لاهوتِ المسيح ".

إِنَّ الذي ذَكَرَه القرآنُ عن عيسى - عليه السلام - لا يَفوقُ ما ذَكَرَهُ عن سائرِ البشر، كما ادَّعى الفادي المفترِي، فهناك رُسُلٌ تحدثَ القرآنُ عنهم أَكثرَ مما تَحَدَّثَ عن عيسى - عليه السلام -، مثلُ نوحٍ وإبراهيمَ وموسى ومحمدٍ عليهم الصلاة والسلام.

ويُمكنُ الخروجُ بهذه النتيجةِ عندَ المقارنةِ بين ما ذَكَرَهُ القرآنُ عنهم وعن عيسى عليهم الصلاة والسلام، ولا نَنْسى أَنَّ هؤلاء الرسلَ الخمسةَ هم أُولو العزمِ من الرسل، وهم أَفضلُ الرسلِ عند الله - عز وجل -، وأَفْضَلُهم وأَشرفُهم هو نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم.

أَمّا عن تَفَرُّدِ المسيحِ - عليه السلام - عن سائرِ البشرِ فإِنه خاصٌّ بولادتِه، التي اختلَفَ فيها عن ولادةِ سائرِ البشر، ونُطْقِهِ وهو بالمهد، ورَفْعِه بعدَ ذلك إِلى السماءِ بروحِه وجسمه، وإِبقائِه هناك حَيّاً، وهو الآنَ ينتظرُ إِنزالَه إِلى الأَرْضِ قُبيلَ قيامِ الساعة، وهو فيما سوى ذلك مِثْلُ باقي الأَنبياءِ والمرسلين.

إِنسانٌ له جسمٌ وروح، وهو عبدُ اللهِ ورسولُه، يَعْتَريه ما يَعْتَري الآخَرينَ من صحةٍ ومَرَضٍ، وحُزْنٍ وفَرَحٍ، ونَوْمٍ ويَقَظَة، وطعامٍ وشراب. 

قالَ تعالى: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ) .