تصويبات في فهم بعض الآيات - الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبيّن معنى ورود جهنم

تصويبات في فهم بعض الآيات - الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبيّن معنى ورود جهنم
128 0

الوصف

                                                    تصويبات في فهم بعض الآيات 

                                       الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبيّن معنى ورود جهنم

روى مسلم في صحيحه عن أم مُبَشِّر الأنصارية -وهي امرأة زيد بن حارثة رضي الله عنهما- أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها. قالت حفصة: بلى يا رسول الله. فانتهرها. فقالت حفصة: {وَإنْ مِنْكُمْ إِلا وارِدُها}، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد قال الله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}.

يقدِّم لنا هذا الحديث صورةً من الحوار العلمي التفسيري، الذي كان يجري في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين أزواجه رضي الله عنهن.

فها هو الرسول عليه السلام يخبر أنه لا يدخل النار أحدٌ من الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة في صلح الحديبية، تلك البيعة التي سميت " بيعة الرضوان " والتي أنزل اللَّه فيها: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.

وقد أوجد هذا الخبر إشكالاً ولبساً عند زوجه حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما - حيث يتعارض هذا مع قول اللَّه: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}. إذ يفيد أن كل البشر - مؤمنين وكافرين - سوف يردون جهنم بمن فيهم أصحاب الشجرة، فظنت أن الورود هنا معناه الدخول.

ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم صوب لحفصة هذا الفهم، وأزال هذا اللبس، بأن دعاها للنظر في الآية الثانية التي تقرر نجاة المؤمنين من جهنمِ: {ثُمَّ نُنَجِّي الذينَ اتَّقَوْا}. وكأنه يؤسس - عليه الصلاة والسلام - قاعدة في تصويب بعض الأفهام للآيات، بأن يدعو أصحابها للنظر في الآيات الأخرى المشابهة لتلك الآية، حيث توضح المراد وتزيل الإشكال.

والمراد بالورود في الآية المرور على الصراط، عندما ينصب على جهنم، فيمر عليه المؤمنون بحسب أعمالهم، ويسقط عنه في جهنم الكافرون والمذنبون بسبب أعمالهم.