مفاتيح التعامل مع القرآن- من مفاتيح التعامل مع القرآن (١٩ - التمكن من أساسيات علوم التفسير)
الوصف
من مفاتيح التعامل مع القرآن
١٩ - التمكن من أساسيات علوم التفسير
وهذا شرط لا بدّ منه حتى تكون استنتاجات القارئ صحيحة واستدلالاته مقبولة، ونظراته صائبة، وتدبره فى القرآن علمى منهجى، ونتائجه يقينية جازمة قاطعة، وحتى يحسن التلقى عن القرآن وفهمه، وحتى لا يلوى أعناق النصوص إلى خطأ أو باطل أو يقوّلها ما لم تقله، أو يختلق لها ما ليس عندها .لقد وضع العلماء علوما ومعارف لخدمة القرآن وحسن تدبره وتفسيره، وهى علوم نظرية نافعة، وتعين على النتائج الصائبة .
علوم اللغة ومباحثها وقضاياها، ومسائل النحو وموضوعاته، وأساليب البيان والبلاغة وضروبها وصورها وألوانها، ومباحث الأصول وفروعه، وقضايا الفقه وأحكامه .. ثم موضوعات علوم القرآن الهامة والضرورية لكل ناظر فى القرآن متدبر له مثل: أسباب النزول، وجو النزول، وزمان النزول، وملابسات النزول، والمكى والمدنى فى القرآن، والناسخ والمنسوخ فى القرآن، وأساليب البيان فى القرآن، والتصوير الفنى فى القرآن، وإعجاز القرآن، وبديع القرآن، وقصص القرآن، وأمثال القرآن، وأقسام القرآن، وأحكام القرآن، وجدل القرآن. وغير ذلك.
كل هذه العلوم والمعارف والمسائل والقضايا والمباحث، ضرورية للتعامل مع القرآن وتدبره والأخذ عنه، وعاصم يعصم القارئ من الخطأ والزلل- إذا صلحت نيته واستقامت حياته واستعاذ بمولاه ..
وقد يهول هذا بعض القارئين، فيشفقون منه ويستصعبونه، ويظنون أنفسهم غير مؤهلين ولا من أصحابه ولا قادرين عليه، ويقصرونه على العلماء المتخصصين فى دراسة القرآن وتفسيره، من أصحاب الألقاب الجامعية وحملة الشهادات العليا، والممارسين لرسالة التدريس والتعليم والتوجيه ..
وهذا وهم باطل وظن خادع، فالقرآن ليس موجّها لهذا الصنف من العلماء والمثقفين فقط، بل هو موجه أساسا لكل مسلم ومسلمة، حيث طولبوا بتلاوته والنظر فيه وتدبره .. وتحدثنا عن أهمية شعور القارئ بأنه هو المقصود أساسا بالخطاب القرآنى، فإذا ما حول هذا إلى المختصين فكم سيخسر؟؟ ..
ثم إن التمكن من أساسيات علوم التفسير والإلمام بموضوعات علوم القرآن ليس شاقا ولا مستحيلا، فنحن عند ما وجهنا القارئ إلى هذا المجال، لم نطلب منه أن يكون عالما متخصصا بكل موضوع من موضوعات القرآن وعلومه، ملما بكل دقائقه وتفصيلاته وجزئياته ولطائفه وشوارده .. بل عليه أن يترك هذه التفصيلات والتدقيقات لأهل الاختصاص، إنما طلبنا منه أن يعلم ما يحتاجه من هذه العلوم ويطلع على الضروري منها للتعامل مع القرآن، ويأخذ مجمل الموضوع بإيجاز واختصار يحقق الغاية .. ويمكنه أن يكتفى بدراسة كتاب واحد من كتب علوم القرآن التى تعرض هذه العلوم والمعارف والموضوعات بإيجاز قاصد مجمل مفيد ..
ونحن على يقين بأن هذا القارئ عند ما يتذوق حلاوة هذه العلوم والموضوعات ويجد طعمها ولذتها، ويفرح ويسر بالمعانى واللطائف والإضافات التى حصلها بسببها، فإنه يسعى بهمة وشوق وحماس إلى التمكن منها والزيادة المتجددة على رصيده منها. ورفده دائما بلطائف وإشارات ونكات تثريه وتباركه، وكلما زادت مكتسباته من القرآن كلما زاد طلبه لهذه العلوم ورغبته فيها وإحاطته بمباحثها ..