مفاتيح التعامل مع القرآن -حديث القرآن عن القرآن (القرآن موعظة وشفاء وهدى ورحمة للمؤمنين)

مفاتيح التعامل مع القرآن -حديث القرآن عن القرآن (القرآن موعظة وشفاء وهدى ورحمة للمؤمنين)

الوصف

                                                   حديث القرآن عن القرآن (أسماؤه وسماته)

                                                  القرآن موعظة وشفاء وهدى ورحمة للمؤمنين     

قال تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧)) [يونس: ٥٧].

إنه موعظة من الله، وهل هناك أبلغ من الموعظة الربانية؟ وأيسر منها؟

وأكثر منها نفاذا إلى القلب والضمير؟ .. إن مواعظ البشر مهما سمت فى البلاغة والتأثير، عاجزة عن أن تقارب الموعظة القرآنية أو تدانيها، ولو أقبل الدعاة والوعاظ على الموعظة القرآنية وخاطبوا المسلمين بها، لتغلغل الكلام فى قلوبهم، وتأثرت به أعمالهم، وصلحت به حياتهم .. وأى قلب لم تنفعه الموعظة القرآنية فهو ميت لا ينفعه شيء آخر ..

والموعظة القرآنية تولد الشفاء للصدور، والقضاء على ما فى هذه الصدور من أمراض وأدناس وأرجاس، ليعود لها نورها، وتعمل فيها فطرتها المؤمنة التى فطر الله الناس عليها، والقرآن قادر بإذن الله على أن يشفى الصدور والقلوب من مختلف أمراضها المادية والنفسية، أمراض

الشبهات والشهوات، وأمراض الهوى والانحراف، وأمراض الشك والشرك، وأمراض القلوب والنفوس والجوارح والحواس، وأمراض السياسة والاقتصاد والأخلاق والاجتماع والحياة والحضارة .. بهذا المفهوم الموسع الشامل يجب أن ننظر للشفاء القرآنى، وأن نتناوله بهذه السعة والإحاطة، لا أن نقصره على آلام الرأس والسن والبطن، أو نحوله إلى تعاويذ وتمائم ورقى وحجب، فنمسخه ونقزمه ونفرغه من هذا المعنى الشامل الواسع، وصدق الله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء: ٨٢].

ومما يلفت النظر فى الآية أنها جعلت الموعظة القرآنية والشفاء القرآنى للناس جميعا، بينما خصصت الهدى والرحمة بالمؤمنين، وقصرتهما عليهم، مما يجعل الإيمان شرطا للهدى والرحمة.