ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الأشياء (أَحَبُّ الأصباغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصفرة)
الوصف
ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الأشياء
أَحَبُّ الأصباغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصفرة
أَحَبُّ الأصباغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصفرة
عن زيد –يعني ابن أسلم-:
«أن ابن عمر كان يصبغ لحيته بالصفرة حتى تمتليء ثيابه من الصفرة، فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها، ولم يكن شيء أحب إليه منها، وقد كان يصبغ ثيابه كلها حتى عمامته»،
«وعن ابن عمر أنه كان يصبغ ثيابه ويدهن بالزعفران، فقيل له: لم تصبغ ثيابك وتدهن بالزعفران؟ قال: لأني رأيته أحب الأصباغ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدهن به، ويصبغ به ثيابه»
لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبغ اللحى وقال:
«إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم»
وكان صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة لأمته فكان يصبغ لحيته، ولم يكن شيء من الصبغ أحب إليه من الصفرة يصفر بها لحيته.
والحديث يدل على أن العلة في شرعية الخضاب هي مخالفة أهل الكتاب، وبهذا يتأكد استحباب الخضاب، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبالغ في مخالفتهم ويأمر بها.
ويجوز أن يكون الصبغ بغير الصفرة كالحمرة أو بين السواد والحمرة مثلًا وقد خرج، رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال صلى الله عليه وسلم:
«يا معشر الأنصار؛ حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب»
وقال صلى الله عليه وسلم:
«إن أحسن ما أغير به هذا الشيب؛ الحناء والكتم»
الكتم نبات بَرِّيٌّ قابض، له حبوب يستخرج منه صباغ بين السواد والحمرة. وصبغ الحناء أحمر والصبغ بهما معًا يخرج بين السواد والحمرة، وهذا الحديث يدل على أن الحناء والكتم من أحسن الصباغات التي يغير بها الشيب، وإن الصبغ غير مقصور عليهما لدلالة صيغة التفصيل على التي يغير بها الشيب، وإن الصبغ غير مقصور عليهما لدلالة صيغة التفضيل على مشاركة غيرهما من الصباغات لهما في أصل الحسن، وهو يحتمل أن يكون على التعاقب ويحتمل الجمع، قال أنس بن مالك:
«وقد اختضب أبو بكر بالحناء والكتم، واختضب عمر بالحناء بحتًا»
وهذا يشعر بأن أبا بكر كان يجمع بينهما دائمًا، وعمر يخضب بالحناء خالصًا لم يخلط بغيره.
ولكن لا بصبغ بالأسود؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه، فقد أتى بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا والثغام: نبت أبيض الزهر والثمر، يشبه به الشيب؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد»
وقد ذهب الشيب؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد»
وقد ذهب علماء إلى كراهة الخضاب بالسواد، وجنح النووي إلى التحريم فقال: ومذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة ويحرم خضابه بالسواد على الأصح، وقيل: يكره كراهة تنزيه والمختار التحريم لقوله صلى الله عليه وسلم
«واجتبوا السواد»
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يكون قوم يَخْضِبُون في آخر الزمان بالسواد، كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة»
فهؤلاء قوم يغيرون الشعر الأبيض من الشيب الواقع في الرأس واللحية باللون الأسود كصدور الحمام التي هي في الغالب سوداء، وأصل الحوصلة المعدة والمراد هنا صدره الأسود. فهؤلاء لا يشمون ولا يجدون رائحة الجنة وريحها توجد من مسيرة خمس مائة عام كما في حديث.