ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس (يكره النبي صلى الله عليه وسلم اللباس المعصفر)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس (يكره النبي صلى الله عليه وسلم اللباس المعصفر)
191 0

الوصف

                                                     ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس

                                                      يكره النبي صلى الله عليه وسلم اللباس المعصفر

يكره النبي صلى الله عليه وسلم اللباس المعصفر

عن شعيب، عن أبيه، قال:

«هبطنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثَنِيَّة، فالتفت إليَّ وعَلَيَّ ريطة مضرجة بالعصفر، فقال: ما هذه الريطة عليك؟ فعرفت ما كره، فأتيت أهلي وهم يسجرون تنورًا لهم، فقذفتها فيه، ثم أتيته من الغد، فقال: يا عبد الله، ما فعلت الريطة؟ فأخبرته، فقال: ألا كسوتها بعض أهلك فإنه لا بأس به للنساء»

لقد عرف الصحابي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كره ما عليه من لباس مصبوغ بالعصفر فبادر من فوره للتخلص مما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم فألقاه في النار وأحرقه؛ لأنه لم يكن يعلم بعد أن اللباس المعصفر لا بأس به للنساء. وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن لباس المعصفر، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

«نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب، وعن لباس القسي، وعن القراءة في الركوع والسجود، وعن لباس المعصفر»

ولم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسل اللباس المعصفر بل أمر بإحراقه، حيث قال عبد الله بن عمرو: رأى النبي صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ ثوبين معصفرين فقال:

«أأمك أمرتك بهذا؟»

قلت وأما الأمر بإحراقها فقيل: هو عقوبة وتغليظ لزجره وزجر غيره عن مثل هذا الفعل؛ فالثياب المعصفرة من لباس الكفار فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لبسها، إذا قال عبد الله بن عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى عليه الثوبين المعصفرين قال له:

«إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها»

وإلى جانب هذه الألبسة التي كان يكرهها النبي صلى الله عليه وسلم هناك ألبسة أخرى لم يكن يحب أن يلبسها لبعض الأسباب:

لا يلبس النبي صلى الله عليه وسلم الثوب المعلم:

عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال:

«اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني آنفًا عن صلاتي»

وعن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«كنت أنظر إلى عملها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتنني»

فقد بادر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التخلص من هذا اللباس المعلم لأجل مصلحة الصلاة، ونفي ما لعله يخدش فيها، ويستنبط منه كراهية كل ما يشغل عن الصلاة من الأصباغ والنقوش ونحوها، وفيه إيذان بأن للصور والأشياء الظاهرة تأثيرًا في القلوب الطاهرة والنفوس الزكية، فضلًا عمن دونها، وإذا كانت الصور تهلي المصلي وهي مقابلة فكذلك تلهيه وهو لابسها بل حالة اللبس أشد.

لا يلبس النبي صلى الله عليه وسلم ثوب الشهرة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه نارًا»

وقال بعض السلف: كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب: العالي والمنخفض. والشهرة ظهور الشيء، والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس، لمخالفة لونه لألوان ثيابهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم، ويختال عليهم بالعجب والتكبر؛ ولأنه قصد به الاختيال والفخر؛ عاقبه الله بنقيض ذلك فأذله، كما عاقب من أطال ثيابه خيلاء ومشى في حلة تعجبه نفسه بأن خسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.

وكذلك لبس الدنيء من الثياب يذم في موضع، ويحمد في موضع، فيذم إذا كان شهرة وخيلاء، ويمدح إذا كان تواضعًا واستكانة، كما أن لبس الرفيع من الثياب يذم إذا كان تكبرًا وفخرًا خيلاء، ويمدح إذا كان تجملًا وإظهارًا لنعمة الله؛ لأن الله جميل ويحب الجمال.