ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس (تمهيد)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس (تمهيد)
154 0

الوصف

                                                    ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس
                                                                       تمهيد

تمهيد:

قال الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) وقال تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ)

لقد نهى الله عز وجل عن التعري وأمر بستر العورات فقال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُّوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا) وأحل الله لعباده اتخاذ الملبس الحسن إذا قدر عليه صاحبه. فاللباس زينة وجمال والله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده. وقد حث الإسلام على النظافة وحسن الهيئة وارتداء الملابس الجديدة والتطيب خاصة في الجمع والأعياد، وعند لقاء الناس وزيارة الإخوان، ومن عادة المسلمين أنهم إذا تزاوروا تجملوا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»

قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنه. قال:

«إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس»

فالله عز وجل يحب التجمل حتى في اللباس ولا يحب البؤس والتباؤس وهو إظهار الفقر وارتداء الملابس الرثة والبالية والممزقة الخشنة؛

«وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا رث الثياب فقال له: هل لك من مال؟ فقال: من كل المال قد أعطاني الله من الإبل والغنم، فقال صلى الله عليه وسلم: فَلْيُرَ عَلَيْكَ»

أي فليبصر وليظهر. وقال عليه الصلاة والسلام:

«إذا أتاك الله مالًا فَلْيُرَ عليك، فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسنًا، ولا يحب البؤس والتباؤس»

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على لبس البياض من الثياب ويقول صلى الله عليه وسلم:

«البسوا من ثيابكم البياض، فإنهما من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم»

وفي رواية أخرى:

«البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم»

وكما هو معروف فإن اللباس الأبيض أكثر تأثرًا بالأوساخ من اللباس الملون، فيكون أكثر غسلًا منها فتكون أطهر وأنظف. واللون الأبيض أيضًا هو لون الطهارة والنقاء والسلام..

وإذا كان الإسلام يحث على التجمل والتزين ولبس الثياب النظيفة الجديدة فإنه ينهى عن الإسراف في ذلك، والله عز وجل لا يحب المسرفين، كذلك نهى عن الخيلاء وهو التكبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء»

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تطول ثياب الرجل عن الكعبين فقال صلى الله عليه وسلم:

«ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار»

أما المسبل وهو الذي يطيل ثيابه إلى ما أسفل من الكعبين فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله لا يحبه،

«لا تسبل فإن الله لا يحب المسبلين»

بل هو على خطر عظيم في الآخرة

«ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب»

وعلى العكس من ذلك فقد أمر صلى الله عليه وسلم أن تكون ثياب النساء طويلة شبرًا أو ذراعًا إلى ما أسفل من القدمين حتى لا تنكشفا.

وقد حرم الإسلام الحرير على الرجال وأباحه للنساء فقال صلى الله عليه وسلم:

«حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم»

وكان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدائه الثياب والنعال البدء باليمنى وعند الخلع البدء باليسرى، وكان صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبًا سماه باسمه: عمامة، أو قميصًا، أو رداءً. ثم يقول:

«اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له»

قال أبو نضرة: فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبًا جديدًا قيل له: تبلي ويخلف الله تعالى، وقال صلى الله عليه وسلم:

«من لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»

وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في لبسه لما يلبسه أنفع شيء للبدن، فإنه لم يكن يطيل أكمامه ويوسعها، كما يشاهد عند بعض الناس خاصة القرويين، بل كان كم قميصه إلى الرسغ لا يجاوز اليد فتشق على لابسها وتمنعه خفة الحركة والبطش، ولا تقصر عن هذه فترز للحر والبرد، وكان ذيل قميصه وإزاره إلى أنصاف الساقين لم يتجاوز الكعبين فيؤذي الماشي ويعرقله، ولم يقصر عن عضلة ساقيه فتنكشف ويتأذى بالحر والبرد، ولم تكن عمامته بالكبيرة التي يؤذي الرأس حملها ويضعفه تقصر عن وقاية الرأس من الحر والبرد، بل وسطًا بين ذلك، وكان يدخلها تحت حنكه، وفي ذلك فوائد متعددة: فإنها تقي العنق الحر والبرد، وهو أثبت لها، ولا سيما عند ركوب الخيل والإبل، والكر والفر.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أنواعًا معينة من الثياب، وفيما يلي الثياب التي ورد في الأحاديث أنه يحبها.