ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب(يكره النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب(يكره النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم)

الوصف

                                                    ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب
                                                          يكره النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم

يكره النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم

عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام أكل منه وبعث بفضله إلي، وإنه بعث إلي يومًا بفضله لم يأكل منها؛ لأن فيها ثومًا، فسألته: أحرام هو؟ قال:

«لا لكنني أكرهه من أجل ريحه»

قال: فإني أكره ما كرهت.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الصلاة في المسجد، وكان كذلك يناجي الملائكة الذين يحبون الرائحة الطيبة ويتأذون من الرائحة الخبيثة؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يكره راحئة الثوم والبصل والكراث ويترك أكل هذه البقول دائمًا؛ لأنه يتوقع مجيء الملائكة والوحي كل ساعة؛ فعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحًا، فسأل، فأخبر بما فيها من البقول، فقال:

«قربوها»

إلى بعض أصحابه كان معه- فلما رآه كره أكلها قال:

«كل، فإني أناجي من لا تناجي»

وعن أم أيوب: أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليهم فتكفلوا له طعامًا فيه من بعض هذه البقول فكره أكله فقال لأصحابه:

«كلوه فإني لست كأحدكم إني أخاف أن أوذي صاحبي»

بعض هذه البقول أي من الثوم والبصل والكراث، وصاحبي أي جبريل عليه السلام.

ولم يكن صلى الله عليه وسلم يكره هذه الأشياء لذاتها وإنما كان يكره ريحها فحسب؛ ولهذا لم يحرمها على الناس وإنما نهى من أكل منها أن يأتي إلى المسجد حتى لا يؤذي الملائكة التي تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم؛ فقال صلى الله عليه وسلم:

«من أكل من هذه البقلة الثوم»

وقال مرة:

«من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا –أو قال- فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته»

وهذه البقول من الأكل المباح وقد أكلت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم كما مر ذكره، وإذا كان النهي عن دخول المسجد لمن أكل منها لأجل رائحتها التي ستخرج من فمه فإن العلماء ألحقوا بها كل ما له رائحة من المأكولات وغيرها، وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لأطعمة مباحة، فلا شك أن رائحة الدخان ليست نتنة وكريهة فحسب بل ربما تصيب غير المدخن بغثيان ودوخة وتؤذيه أشد الإيذاء، وهو فوق هذا محرم عند جماعة من العلماء، وأقله مكروه عند بعض آخر.