ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد)
236 0

الوصف

                                                     ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب

                                                      أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد

أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد

عن عائشة رضي اله عنها قالت:

«كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحلو البارد»

وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الشراب أطيب؟ قال:

«الحلو البارد»

قال القاري: ومعنى أحب: ألذ؛ لأن ماء زمزم أفضل، وكذا اللبن عنده أحب، اللهم إلا أن يراد هذا الوصف على الوجه الأعم فيشمل الماء القراح واللبن والماء المخلوط به أو بغيره كالعسل أو المنقوع فيه تمر أو زبيب، وبه يحصل الجميع بينه وبين ما رواه أبو نعيم في الطب عن ابن عباس: كان أحب الشراب إليه اللبن، وما أخرجه ابن السُّنِّي وأبو نعيم في الطب عن عائشة رضي الله تعالى عنها: كان أحب الشراب إليه العسل.

لقد كان أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد، وهذا يشمل أنواعًا كثيرة مما يشرب، كالماء العذب من العيون والآبار، الحلوة، وكعصير الفاكهة، ومنقوع الثمار الحلوةن واللبن والعسل وغير ذلك، وهذه إذا كانت باردة كان طعمها أطيب، ومذاقها ألذ، والنفس تتقبلها وتستمتع بها وتطلب المزيد منها، والماء إذا كان باردًا وخالطه ما يحليه كالعسل أو الزبيب أو التمر أو السكر؛ كان من أنفع ما يدخل البدن، وحفظ عليه صحته، على العكس مما لو كان ذلك غير بارد؛ والنبي صلى الله عليه وسلم

«كان يكره شرب الحميم»

وهو الشيء الحار فهو عكس البارد الذي يحبه، والماء الفاتر ينفخ، ويفعل ضد هذه الأشياء.

وللشراب الحلو البارد فوائد صحية متعددة؛ فعلى سبيل المثال يذكر ابن القيم أن شرب العسل الممزوج بالماء البارد يذيب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويجلو لُزُوجَتَهَا، ويدفع عنها الفضلات، ويسخنها باعتدال، ويفتح سددها، ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلى والمثانة، وهو أنفع للمعدة من كل حلو دخلها، وشربه أنفع من كثير من الأشربة المتخذة من السكر أو أكثرها.

ويقول بأن الشراب إذا جمع وصفي الحلاوة والبرودة فمن أنفع شيء للبدن، ومن أكبر أسباب حفظ الصحة، وللأرواح والقوى، والكبد والقلب، عشق شديد له، واستمداد منه، وإذا كان فيه الوصفان، حصلت به التغذية، وتنفيذ الطعام إلى الأعضاء، وإيصاله إليها أتم تنفيذ.

والماء البارد رطب يقمع الحرارة، ويحفظ البدن رطوباته الأصلية، ويرد عليه بدل ما تحلل منه، ويرقق الغذاء ينفذه في العروق.

ولما كان الشراب الحلو البارد من النعم العظيمة على الإنسان ومن الأشياء التي تحبها النفس السوية، فقد جعله الله عز وجل جزاء لأهل الجنة؛ حيث متعهم بأنواع المشارب الحلوة الباردة بل جعلها لهم أنهارًا في الجنة يشربون منها متى أرادوات؛ قال تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى)