ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الحلواء والعسل)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الحلواء والعسل)

الوصف

                                                    ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب
                                                          يحب النبي صلى الله عليه وسلم الحلواء والعسل

يحب النبي صلى الله عليه وسلم الحلواء والعسل

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل»

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل فهي من جملة الطيبات المذكورة في قول الله تعالى: (كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ) وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)

قال الخطابي وتبعه ابن التين: لم يكن حبه صلى الله عليه وسلم لها على معنى كثرة التشهي لها وشدة نزاع النفس إليها، وإنما كان ينال منها إذا أحضرت إليه نيلًا صالحًا فيعلم بذلك أنها تعجبه.

الحلواء:

الحلواء هو كل طعام حلو، ويدخل في ذلك كل الحلويات المعروفة الغربية والشرقية وغيرها، أما الحلوى التي كان يحبها النبي صلى الله عليه وسلم فهي المجيع وهو تمر يعجن بلبن.

العسل:

هو الشراب الذي يخرج من بطون النحل، الذي فيه شفاء للناس، قال الله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

للعسل ألوان وأنواع مختلفة من الأحمر والأبيض والأصفر والجامد والسائل فالقدرة نوعته بحسب تنويع الغذاء، كما يختلف طعمه بحسب اختلاف المراعي، وفي العسل شفاء للناس فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار. وأنهى أمتي عن الكي»

ويجب على المسلم أن يؤمن بذلك حتى ينتفع به، فإن الإيمان بعلاج ما لهو من أكبر العوامل في التأثير على المرض وشفائه.

ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول، واعتقاد الشفاء به، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور -إن لم يتلق هذا التلقي- لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسًا إلى رجسهم، ومرضًا إلى مرضهم، وأين يقع طب الأبدان منه، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع، وليس ذلك المقصود في الدواء، ولكن لخبث الطبيعة، وفساد المحل، وعدم قبوله.

وفي العسل كذلك منافع كثيرة جدًّا، وقد لخص المتقدمون منافعه فقالوا: يجلوا الأوساخ التي في العروق والأمعاء، ويدفع الفضلات، ويغسل خمل المعدة، ويسخنها تسخينًا معتدلًا، ويفتح أفواه العروق، ويشد المعدة، ويفتح سدد الكبد والكلى والمثانة والمنافذ، وفيه تحليل للرطوبات أكلًا وطلاء وتغذية، وفيه حفظ المعجونات وإذهاب لكيفية الأدوية المستكرهة، وتنقية الكبد والصدر، وإدرار البول والطمث، ونفع للسعال للكائن من البلغم، ونفع لأصحاب البلغ والأمزجة الباردة. وإذا أضيف إليه الخل نفع أصحاب الصفراء. ثم هو غذاء من الأغذية، ودواء من الأدوية، وشراب من الأشربة، وحلوى من الحلاوات، وطلاء من الأطلية، ومفرح من المفرحات، ومن منافعه أنه إذا شرب حارا بدهن الورد نفع من نهش الحيوان، وإذا شرب وحده بماء نفع من عضة الكلب الكلب، وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طرواته ثلاثة أشهر، وكذلك الخيار والقرع والباذنجان والليمون ونحو ذلك من الفواكه، وإذا لطخ به البدن للقمل قتل القمل والصئبان، وطول الشعر وحسنه ونعمه، وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر، وإن استن به صقل الأسنان وحفظ صحتها. وهو عجيب في حفظ جثث الموتى فلا يسرع إليها البلى، وهو مع ذلك مأمون الغائلة قليل المضرة، فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريبًا منه، ولم يكن يعول قدماء الأطباء في الأدوية المركبة إلا عليه، ولا ذكر للسكر في أكثر كتبهم أصلًا.

وكما أن الدواء يجب أن يكون له مقدار، وكمية بحسب حال الداء، إن قصر عنه، لم يَزُلْ بالكلية، وإن جاوزه، أوهى القوى، فأحدث ضررًا آخر، فكذلك العسل لا بد من أن يكون له مقدار وتكرار بحسب الحال، واعتبار مقادير الأدوية، وكيفياتها، ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب.