ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الزبد والتمر)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الزبد والتمر)
131 0

الوصف

                                                     ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب

                                                         يحب النبي صلى الله عليه وسلم الزبد والتمر

يحب النبي صلى الله عليه وسلم الزبد والتمر

عَنْ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ قالا:

«دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا زبدًا وتمرًا، وكان يحب الزبد والتمر»

الزبد:

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الزبد. والزبد هو ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم، والزبدة أخص من الزبد.

يجمع الزبد مميزات وفوائد الحليب، مضافًا إليها طاقة حرارية عالية لارتفاع نسبة الدهون فيه. ويؤخذ من الحليب بالمخض الكثير. يفيد في علاج تصلب الشرايين والسعال العارض، ويشفي الأورام، ويزيد من فائدته أن يتناول التمر معه، ولكن ينصح بعدم الإفراط في تناول الزبد لاحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية التي تسبب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.

قال ابن القيم: «الزبد حار رطب، فيه منافع كثيرة، منها الإنضاج والتحليل، ويبرئ الأورام التي تكون إلى جانب الأذنين والحالبين، وأورام الفم، وسائر الأورام التي تعرض في أبدان النساء والصبيان إذا استعمل وحده، وإذا لعق منه ، نفع من نفث الدم الذي يكون من الرئة، وأنضج الأورام العارضة فيها.

وهو ملين للطبيعة والعصب والأورام الصلبة العارضة من المرة السوداء والبلغم، نافع من اليبس العارض في البدن، وإذا طلي به على منابت أسنان الطفل، كان معينًا على نباتها وطلوعها، وهو نافع من السعال العارض من البرد واليبس، ويذهب القوباء والخشونة التي في البدن، ويلين الطبيعة، ولكنه يضعف شهوة الطعام، ويذهب بوخامته الحلو، كالعسل والتمر، وفي جمعه صلى الله عليه وسلم بين التمر وبينه من الحكمة إصلاح كل منهما بالآخر»

التمر:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن من الشجرة شجرة تكون مثل المسلم، وهي النخلة»

إن بركة النخلة كبركة المسلم، وبركتها موجودة في جميع أجزائها، مستمرة في جميع أحوالها... وشبه النخلة بالمسلم في كثرة خيرها، ودوام ظلها، وطيب ثمرها، ووجوده على الدوام، فإنه من حين يطلع ثمرها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس، ويؤكل منها الجمار والطلع والبلح والخلال والبسر والمنصف والرطب، وبعد ذلك يؤكل التمر اليابس إلى حين الطري الرطب، ويؤكل أبدًا ليلًا ونهارًا، صيفًا وشتاء، فأكلها دائم في كل وقت. وبعد أن ييبس يتخذ منه منافع كثيرة ومن خشبها وورقها وأغصانها فيستعمل جذوعًا وحطبًا وعصيًا ومخاصر وحصرًا وحبالًا وأواني وغير ذلك، ثم آخر شيء منها نواها وينتفع به علفًا للإبل، ثم جمال نباتها وحسن هيئة ثمرها، فهي منافع كلها وخير وجمال، كما أن المؤمن خير كله من كثرة طاعاته، ومكارم أخلاقه، ومواظبته على صلاته وصيامه وقراءته وذكره والصدقة والصلة وسائر الطاعات وغير ذلك.

لقد لقب العالم التمر بأنه «مَنْجَمٌ» غني بالمعادن، وهذا غير فوائده الأخرى التي تجعل منه غذاءًا كاملًا بكل ما في الكلمة من معنى. وفي تاريخ المسلمين وقصص حياتهم وحروبهم، دور كبير للتمر كغذاء رئيس من أغذيتهم، بصورة تفسر لنا كيف استطاعوا أن يجدوا القدرة على أن يتفحوا البلاد والأمصار، ويقاتلوا الدول والجيوش وليس في جوفهم سوى بضع تمرات.

إن التمر غني جدًا بالمواد الغذائية الضرورية للإنسان، وهي يحتوي على الفيتامين الموجودة بنسبة عالية تعادل نسبته في أعظم مصادره مثل زيت السمك والزبدة. والفيتامين (أ) كما هو معروف يساعد على زيادة وزن الأطفال؛ ولذلك يطلق عليه الأطباء اسم «عامل النمو» كما أنه يحفظ رطوبة العين وبريقها ويقوي الأعصاب البصرية، ويكافح الغشى الليلي، ويجعل البصر نافذًا ثاقبًا في الليل فضلًا عن النهار.

ولقد اقتدى كثير من الصائمين بسُنَّةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقتصر في إفطاره على بضع تمرات وجرعة من الماء يقوم بعدها إلى الصلاة حتى إذا أغطش الليل وانتهى من الصلاة تناول طعامًا خفيفًا يسد جوعه، ويسد حاجة جسمه من الغذاء، دون شعور بالتخمة أو الامتلاء.

ولهذا فإن البيت الذي يوجد فيه تمر لا يجوع أهله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«لا يجوع أهل البيت عندهم التمر»

وفي رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم قال:

«يا عائشة، بيت لا تمر فيه جياع أهله، يا عائشة، بيت لا تمر فيه جياع أهله»

أو

«جاع أهله»

قالها مرتين أو ثلاثًا