ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (أحب الشاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الذراع)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (أحب الشاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الذراع)
419 0

الوصف

                                                    ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب

                                                        أحب الشاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الذراع

أحب الشاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الذراع

عن أبي هريرة قال:

«وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع، وكانت أحب الشاة إليه»

وعن عبد الله بن مسعود قال:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع، وَسُمَّ في الذراع وكان يرى أن اليهود هم سموه»

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب اللحم ويحب الذراع من الشاة، فاللحم لذيذ ومفيد جدًّا للجسم وهو من الأطعمة الرئيسية للإنسان على مدى الأزمان، وهو من طعام أهل الجنة قال الله تعالى: (وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ)

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: محبته صلى الله عليه وسلم للذراع لنضجها وسرعة استمرائها مع زيادة لذتها وحلاوة مذاقها وبعدها عن مواضع الأذى.

قال ابن القيم: لحم الضأن: يولد الدم المحمود القوي لمن جاد هضمه، يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة والمعتدلة، ولأهل الرياضات التامة في المواضع والفصول الباردة، نافع لأصحاب المرة السوداء، يقوي الذهن والحفظ.

وأفضل اللحم عائذة بالعظم، والأيمن أخف وأجود من الأيسر، والمقدم أفضل من المؤخر، وكان أحب الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمها، وكل ما علا منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل.. ولحم العنق جيد لذيذ، سريع الهضم خفيف، ولحم الذراع أخف اللحم وألذه وألطفه وأبعده عن الأذى، وأسرعه انهضامًا. وفي الصحيحين: أنه كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولحم الظهر كثير الغذاء، يولد دمًا محمودًا.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»

والثريد طعام مركب من الخبز واللحم. وهو أفضل طعام العرب.

قال الزهري: أكل اللحم يزيد سبعين قوة. وقال محمد بن واسع: اللحم يزيد في البصر، ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كلوا اللحم، فإنه يصفي اللون ويخمص البطن، ويحسن الخلق. وقال نافع: كان ابن عمر إذا كان رمضان لم يفته اللحم، وإذا سافر لم يفته اللحم.

إن اللحم غني بالمواد الزلالية وفقير جدًّا بالمواد السكرية، أما الدسم فيه فمقداره يختلف بحسب ضعف الحيوان وسمنه ونوع غذائه. ويتركب اللحم من المواد الآتية:

1- الماء ويعادل مقداره 75% من وزنه تقريبًا.

2- الأملاح المعدنية: وخصوصًا منها فوسفات البوتاسيوم مع أثر من أملاح الصوديوم والكلس والمانيزا ومركبات الكلور الثنائي ومواد ملونة كاليحمور (خضاب الدم) الذي يحوي كمية من الحديد.

3- مواد سكرية (سكريات) بمقدار 0،3 - 0،4% .

4- مواد دسمة (الشحميات) وهي قليلة المقدار.

5- مواد زلالية وهي تؤلف القسم المهم منه وهما: العضلين (ميوزين).

ويحوي اللحم زيادة عما تقدم مولد الغراء (الهلام أي الجلاتين) المرنين، ومواد خلاصوية آزوتية كالكرياتين والأسس الصفراء، إلخ.

وقلما يختلف تركيب اللحم، بحسب نوع الحيوان ولا سيما في المواد الهيولية منه، ولكنه يختلف ذلك فيه بحسب طراز معيشته، وعمره ونوع غذائه. فالحيوان الذي يعيش في الحظائر أكثر دهنًا من الحيوان الذي يعيش في المراعي.

ولحم الغنم يمد الجسم بطاقة حرارية أعلى مقدارًا من التي يعطيها الوزن نفسه من اللحوم البيضاء كالدجاج والسمك والأرانب. والطاقة الحرارية كما نعلم هي التي يستغلها الجسم في نشاطه ومجهوده العضلي. وإن جاز للحوم الأغنام والأبقار وغيرها من اللحوم الحمراء أن تفخر بثرائها في عنصر الحديد الذي يدخل في تكوين الدم، جاز للحوم البيضاء الفقيرة بالحديد أن تفاخر بأنها أسرع هضمًا في القناة الهضمية من اللحوم الحمراء. ولذلك فاللحوم البيضاء أكثر ملاءمة للناقهين من اللحوم الحمراء.

ولقد وضح من مختلف التجارب أن الطعام الذي يجمع بين اللحوم والخضروات هو أصلح غذاء يؤدي إلى أحسن النتائج لسبب واحد وهو أن اللحوم أكثر الأطعمة احتواء على المركبات البروتينية (الزلالية) الضرورية لبناء الأنسجة والخلايا، فإذا أراد الإنسان أن يحصل على هذه المركبات البروتينية عليه أن يجمع مع اللحم كمية من الخضراوات.

وبقى أن نعرف أي أنواع اللحوم أفضل؟ إن لحم الغنم هو أفضل أنواع اللحوم؛ لأنه أسهل هضمًا وأفضلها لتقوية الجسم وهو أفضل من لحم البقر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«عليكم بألبان البقر، فإنها دواء وأسمانها فإنها شفاء، وإياكم ولحومها؛ فإن لحومها داء»

وفي زماننا هذا ظهر واحد من الأدلة على صدق قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو إصابة البقر بمرض (جنون البقر) في أكثر من بلد وفي مقدمتها بريطانيا، حتى إن الناس في كثير من بلاد العالم أحجموا عن أكل لحوم البقر خوفًا من انتقال هذا المرض إليهم. والله أعلم ماذا سيظهر مستقبلًا في البقر من أمراض.

وبالجملة فمن الضروري أن نلم بالقواعد الفنية المتعلقة باختيار اللحم أو بطريقة طهوه فاللحم الجيد هو الذي يكون ذا لون أحمر غير بنفسجي وخاليا من الصفاقات والألياف، صلب البنية ظاهر الطراوة وذو رائحة ندية.