ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب (هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام)
102 0

الوصف

                                                    ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام والشراب

                                                         هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام:

لقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته في الطعام أنه كان إذا اشتهى طعامًا مباحًا أكله، وإلا تركه ولم يَعِبْهُ، فعن أبي هريرة، قال:

«ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا قط: إن اشتهاده أكله، وإن كرهه تركه»

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه في الطعام أنه كان يسمي الله قبل الأكل، ويأكل بيمينه، ويأكل مما يليه، وكان يربي الأطفال على هذه الآداب. قال عمر بن أبي سلمة: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا غلام، سم الله، وكل بيمنيك، وكل مما يليك»

وقال صلى الله عليه وسلم

«إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره»

وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالأكل باليمين وينهى عن الأكل بالشمال؛ لأن الشيطان يأكل بها، قال عليه الصلاة والسلام:

«إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال»

وكان معظم مطعم النبي صلى الله عليه وسلم يوضع على الأرض في السفرة، وهي كانت مائدته. وكان من سنته صلى الله عليه وسلم أنه لا يأكل متكئًا وقال صلى الله عليه وسلم:

«إني لا آكل متكئًا»

وقد فسر الاتكاء بالتربع، وفسر بالاتكاء على الشيء، وهو الاعتماد عليه، سواء كان الاتكاء على إحدى اليدين أو على وسادة، وفسر الاتكاء على الجنب. والأنواع الثلاثة من الاتكاء، وأردأ الجلسات للأكل الاتكاء على الجنب؛ فهي جلسة تضر بالآكل؛ لأنها تمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته، وتعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة، وتضغط المعدة، فلا يستحكم فتحها للغذاء، وأيضًا فإنها تميل ولا تبقى منتصبة، فلا يصل الغذاء إليها بسهولة.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكل بأصابعه الثلاث لعقها بعد الفراغ وأمر بعلق الأصابع والصحفة ولم اللقمة إذا سقطت؛ فعن أنس

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث وقال: إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان»

وأمرنا أن نسلت القصعة، قال:

«فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة»

أما هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الشرب فقد كان أكثر عادته قاعدًا، والشرب على ثلاث دفعات، ونهى عن النفخ أو التنفس في الشراب وقال صلى الله عليه وسلم:

«إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء»

ومنه يتبين خطأ النفخ على الأطعمة أو الأشربة الحارة لتبريدها؛ وربما أدى ذلك إلى ضرر صحي فالهواء الذي يخرج بالنفخ أو الزفير هواء فاسد مشبع بغاز ثاني أوكسيد الكربون، هذا عدا الحكم والفوائد الأخرى التي يتضمنها النهي عن التنفس في الإناء أو النفخ وهو أشد من التنفس.

وسنة النبي صلى الله عليه وسلم في كمية الطعام ما ذكره صلى الله عليه وسلم في قوله:

«ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»

أي يكفي الجسم لقمات قليلة يتقوى بها على طاعة الله، فإن أراد تجاوز هذه الكمية فلا يتجاوز عن القسم المذكور وهو الثلثان للطعام والشراب، ويبقي قدر الثلث ليتمكن من التنفس ويحصل له نوع صفاء ورقة.

أما بعد الانتهاء من الأكل فقد كانت سنته صلى الله عليه وسلم أن يحمد الله تعالى، ويقول:

«الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»

أما إذا كان ضيفًا على الطعام عند قوم فإنه كان بعد فراغه منه يدعو لهم ويقول:

«اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم»

ويقول صلى الله عليه وسلم:

«أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة»

وكان صلى الله عليه وسلم يجيب الدعوة ويأمر بإجابتها ويقول صلى الله عليه وسلم:

«من دعي فليجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك»

وكان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الطعام غسل اليدين، قال صلى الله عليه وسلم:

«من نام وفي يده غمر، ولم يغسله، فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه»

الغمر: هو الدسم والوسخ والزهومة من اللحم، وغسله يكون بالماء، أو بالماء والصابون ونحوه، وإصابته بشيء، أي وصله شيء من إيذاء الهوام، وقيل أو من الجان؛ لأن الهوام وذوات السموم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه، وقيل غير ذلك والله أعلم.

وكان رسول الله صلى الله عليه يحب أنواعًا معينة من الأطعمة، وأكتفي بذكر الأطعمة التي ورد في الحديث الصحيح عنها لفظ الحب، وهذا لا يعني أن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم كان لا يأكل إلا هذه الأطعمة، بل إنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل غيرها مثل: لحم الجزور، والدجاج، ولحم الحبارى، والأرنب، وطعام البحر، واللبن، والسويق، والخزيرة وهي حساء يتخذ من اللبن والدقيق، والقثاء والرطب، والأقط، والتمر بالخبز، والخبز بالخل، والثريد وهو الخبز باللحم، والخبز بالشحم المذاب، والكبد المشوية، والقديد، والجبن، والخبز بالزيت، والبطيخ بالرطب، والعنب وغير ذلك؛ ولكن لم يرد في الأحاديث الخاصة بهذه الأطعمة لفظ الحب الذي اشترطته في هذا الكتاب.