ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم جبل أحد (غزوة أحد)

ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم جبل أحد (غزوة أحد)
169 0

الوصف

                                                    يحب النبي صلى الله عليه وسلم جبل أحد

                                                                  غزوة أحد

غزوة أحد:

في شهر شوال سنة ثلاث للهجرة نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش من المسلمين قوامه سبعمائة رجل في أصل جبل أحد، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد، وذلك لملاقاة المشركين الذين جاءوا لمحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليثأروا لمن قتل منهم يوم بدر، وكان عددهم ثلاثة آلاف. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جبير على الرماة وعددهم خمسون رجلًا وقال:

«لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا»

أي لا تغادروا مكانكم مهما حصل سواء انتصرنا وغنمنا فلا تشركونا، أم انتصروا ورأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أن يحموا ظهور المسلمين وأن يرموا خيل المشركين بالنبل حتى لا يأتوا من خلف المسلمين. وبدأ القتال فانتصر المسلمون وهزموا المشركين شر هزيمة حتى أن نساء المشركين رفعن ثيابهن عن سوقهن وأطلقن أرجلهن للريح هاربات من أرض المعركة لينجون بأنفسهن، بعد أن قتل المسلمون أصحاب لواء المشركين حتى ما يدنو منه أحد من القوم. فلما غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم أباحوا عسكر المشركين، ترك الرماة أماكنهم ليلحقوا بالغنيمة، ولم ينفع تذكيرهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلق الرماة ودخلوا في العسكر ينتهبون، فلما أخلى الرماة مواقعهم وفتحوا هذه الثغرة دخلت خيل المشركين بقيادة خالد بن الوليد من ذلك الوضع على الصحابة وأعملوا فيهم القتل، وصرخ الشيطان: قتل محمد. والتبس الأمر، واختلط الحابل بالنابل، وانهزم بعض المسلمين إلى جهة المدينة، وتفرق سائرهم ووقع فيهم القتل، وأسرع من تبقى من المسلمين واحتموا بالجبل، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الله فرماه المشركون بالحجارة فكسروا رباعيته، وجرحوا شفته، وشجوه في وجهه، فتراجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون رجلًا فجعلوا يذبون عنه، وقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم الجبل فلما رآه المسلمون فرحوا به واجتمعوا حوله وتراجع الناس.

وقد استشهد في هذه المعركة أكثر من سبعين من الصحابة وفي مقدمتهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفن الشهداء في أرض المعركة.

وفي قصة أحد وما أصيب به المسلمون فيها من الفوائد والحكم الربانية أشياء عظيمة منها: تعريف المسلمين بسوء عاقبة المعصية وشؤم ارتكاب النهي، لما وقع من ترك الرماة وموقفهم الذي أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يبرحوا منه. وغير ذلك من الحكم الكثيرة. وقد أنزل الله في شأن أحد عشرات الآيات. قال ابن إسحق: أنزل الله في شأن أحد ستين آية من آل عمران.

وكما شهد جبل أحد في الماضي أحداثًا ومعارك تاريخية عظيمة، فهو سيشهد أيضًا في آخر الزمان أحداثًا خطيرة، ووقائع عظيمة، كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.