ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم المدينة (ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم المدينة )

ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم المدينة (ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم المدينة )

الوصف

                                                     يحب النبي صلى الله عليه وسلم المدينة

                                                      أحداث تقع في المدينة آخر الزمان

أحداث تقع في المدينة آخر الزمان

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سوف يحدث في المدينة بعد موته وفي آخر الزمان فمن ذلك:

قال عليه الصلاة والسلام:

«لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء»

أي لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا ذاب ذوب الملح في الماء. قال عياض: هذه الزيادة

«في النار»

تبين أن هذا حكمه في الآخرة، وقد يكون في اللفظ تأخير وتقديم أي أذابه الله ذوب الرصاص في النار ويكون ذلك لمن أرادها في الدنيا فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطان بل يذهبه عن قرب، كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أمية مثل مسلم بن عقبة، فإنه هلك في منصرفه عنها ثم هلك يزيد بن معاوية مرسله على أثر ذلك وغيرهما ممن صنع صنيعهما، وقيل: قد يكون المراد به من أرادها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بسوء اضمحل أمره كما يضمحل الرصاص في النار، ويحتمل أن يكون المراد من كادها اغتيالًا وطلبًا لغرتها في غفلة فلا يتم له أمر، بخلاف من أتى ذلك جهارًا كما استباحها مسلم بن عقبة وغيره.

أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة فقال:

«هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر»

فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم سقوط الفتن وكثرتها بالمدينة بسقوط القطر في الكثرة والعموم. وهذا من علامات النبوة لإخباره بما سيكون، وقد ظهر مصداق ذلك من قتل عثمان وهلم جرا ولا سيما يوم الحرة.

قال عليه الصلاة والسلام:

«لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، وليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها. ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فَيُخْرِجُ الله كل كافر ومنافق»

فالمدينة سوف يحصل لها زلزلة بعد أخرى ثم ثالثة حتى يخرج منها من ليس مخلصًا في إيمانه، ويبقى بها المؤمن الخالص فلا يسلط عليه الدجال، ومن هؤلاء المؤمنين المخلصين يخرج الرجل الذي سوف يقتله الدجال ثم يحييه ليشهد أنه الله! ولكن هذا المؤمن لا يزيده ذلك إلا إيمانًا أنه الدجال، يقوم النبي صلى الله عليه وسلم:

«يأتي الدجال -وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة- فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس- أو من خيار الناس- فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم. فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«تتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العواف -يريد عوافي السباع والطير- وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشًا، حتى إذا بَلَغَا ثنية الوداع خَرَّا على وجوههما»

قال النووي: وأما معنى الحديث فالظاهر المختار أن هذا الترك للمدينة يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة وتوضيحه قصة الراعيين من مزينة فإنهما يخران على وجوههما حين تدركهما الساعة وهما آخر من يحشر، وقال القاضي عياض: هذا فما جرى في العصر الأول وانقضى، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، فقد تركت المدينة على أحسن ما كانت حين انتقلت الخلافة عنها إلى الشام والعراق، وذلك الوقت أحسن ما كانت للدين والدنيا؛ أما الدين فلكثرة العلماء وكمالهم، وأما الدنيا فلعمارتها وغرسها واتساع حال أهلها، وذكر الإخباريون في بعض الفتن التي جرت بالمدينة وخاف أهلها أنه رحل عنها أكثر الناس وبقيت ثمارها أو أكثرها للعوافي وخلت مدة ثم تراجع الناس إليها.

وقيل: إن الراعيين يجدان المدينة خالية ليس بها أحد ويجدانها ذات وحوش.