موسوعةالأخلاق الإسلامية-بواعث جحود الحق والكفر به مع ظهوره ووضوح أدلته((5) كراهية الداعي إلى الحق)
الوصف
بواعث جحود الحق والكفر به مع ظهوره ووضوح أدلته
(5) كراهية الداعي إلى الحق
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 9- بواعث جحود الحق والكفر به مع ظهوره ووضوح أدلته >>
(5) كراهية الداعي إلى الحق:
وقد يكون جحود الحق ورفض اتباعه والعمل به ناشئًا عن كراهية شخص الداعي إلى الحق.
ولذلك صان الله رسله من المنفرات التي تكره الناس بهم، وحلاهم بالصفات التي تحبب الناس بهم، حتى لا يكون في ذواتهم أي عامل له تأثير عكسي على سير دعوتهم وامتدادها واستجابة الناس لها.
إن الإناء الجميل النظيف يساعد على تحريك الشهوة وانفتاح النفس لتناول الطعام الذي فيه، بخلاف الإناء القبيح القذر، فإنه يسد النفس ويصد الشهوة عن تناول الطعام الذي فيه، ولو كان الطعام بذاته شهيًّا لذيذًا.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذاته إنسانًا محببًا للقلوب مهيبًا، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، بهذا وصفه أصحابه رضوان الله عليهم. وكان أجمل الناس خلقًا، وكان أحسن الناس خلقًا، وبذلك استكمل كل العناصر التي تحبب الإنسان إلى الناس، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم مكروهًا من الناس لشخصه.
وكان صالح عليه السلام في قومه –قبل أن يبعثه الله رسولًا إليهم- مرجوًا لكل رأي سديد وعمل رشيد، بما حلاه الله به من صفات، ولذلك قال له قومه بعد البعثة كما أخبرنا الله في سورة (هود 11):
(قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)) .
وكذلك كان سائر رسل الله عليهم الصلاة والسلام.
فواجب الداعي إلى الحق أن يتحلى بالصفات التي تحبب الناس به، حتى لا تكون كراهيتهم له صادة لهم عن اتباع الحق والاستجابة لدعوته.