موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصدق(ي - القذف بالباطل)
الوصف
الصدق
ي - القذف بالباطل
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 3- الصدق >>
ي - القذف بالباطل:
ومن أقبح الكذب اتهام البرآء بالفاحشة، وبما لم يرتكبوه من آثام، ففيه ظلم للناس، وعدوان على أعراضهم، وإشاعة للفاحشة والإثم، وتهوين لأمرهما، وتشجيع عليهما، وذلك لأن من في نفسه الرغبة بارتكاب الفاحشة والوقوع في الآثام، ولكن يحجبه ويكفه خوف الفضيحة بين الناس، إذا سمع أقوال الناس بعضهم ببعض، واتهام بعضهم لبعض بمثل ذلك، هان عليه الأمر، وتجرأ على الإثم، ورأى أنه هو والآخرون ممن يحسن الناس الظن بهم سواء.
ولذلك وضع الإسلام عقوبة القذف ثمانين جلدة لمن رمى المحصنات ثم لم يثبت أقواله بأربعة شهداء، قال الله تعالى في سورة (النور 24):
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)) .
واشتد القرآن عليهم باللعن وتقرير العذاب العظيم، فقال الله تعالى في سورة (النور 24):
(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)) .
وألمح القرآن إلى أن من أغراض اتهام الناس بالفاحشة الرغبة بأن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، فقال الله تعالى في سورة (النور 24):
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (19)) .
وأشد قبحًا من ذلك من يرمي غيره بما فعل هو من إثم وخطيئة، فهو ذو جريمة مزدوجة، إنه مرتكب الإثم ويريد أن يبرئ نفسه بإلقاء التهمة على غيره، وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة (النساء 4):
(وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112)) .
البهتان: اتهام الرجل بما لم يفعل ومواجهته بذلك بطريقة يبهت فيها، محتارًا كيف يدفع الكذب الصراح عن نفسه، إذ يأتيه الاتهام الزور بغتة، فيفاجأ به وهو منه بريء، فيبهت.