موسوعةالأخلاق الإسلامية-الصدق(ز - الكذب لإضحاك الناس)
الوصف
الصدق
ز - الكذب لإضحاك الناس
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 3- الصدق >>
ز - الكذب لإضحاك الناس:
روى الإمام أحمد والترمذي وأبو داود والدارمي، عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له.
والحكمة من هذا المنع أنه يجر إلى وضع أكاذيب ملفقة على أشخاصٍ معينين، يؤذيهم الحديث عنهم، كما أنه يعطي ملكة التدرب على اصطناع الكذب وإشاعته، فيختلط في المجتمع الحق بالباطل والباطل بالحق.
وحين تدعو الحاجة إلى وضع أمثلة متخيلة غير واقعة، للعظة أو للترويح عن النفس، أو وضع طرائف ونوادر فيها تسلية أو موعظة، فالذي يظهر لي أن الشرط في جوازها أن لا تتناول أشخاصًا معينين، وأن يذكر واضعها ما يشعر بأنها موضوعة مصنوعة، أو يكون مضمونها واضح الوضع والصناعة، كالقصص التي يضعها واضعوها على ألسنة الحيوانات، نظير ما صنع صاحب كتاب "كليلة ودمنة".
فهذا ونحوه لا أرى مانعًا منه ما دام الغرض منه غرضًا مباحًا، مأذونًا به في حكم الشريعة الإسلامية، وهو مما لم يقابل بالإنكار من قبل جمهور علماء المسلمين، إذ هو يحكى على سبيل الافتراض المتخيل، لا على سبيل أنه أمر واقع فعلًا.
ونستطيع أن نقيس عليه التمثيليات، والقصص المصنوعة، المبين فيها أنها قصص متخيلة غير واقعة.