موسوعةالأخلاق الإسلامية-الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها(في الرحمة بالصغار والضعفاء)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها(في الرحمة بالصغار والضعفاء)
222 0

الوصف

                                                    الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها

                                                               في الرحمة بالصغار والضعفاء
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الثاني: الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها >>

في الرحمة بالصغار والضعفاء:

1- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قبّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

من لا يَرحم لا يُرحم.

2- وروى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: قدم ناسٌ من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتقبلون صبيناكم؟ فقال:

نعم

، قالوا: لكنا والله ما نقبل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أو أملك أن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة؟!.

3- وروى البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من لا يرحم الناس لا يرحمه الله.

* باستطاعتنا أن نستخلص من هذه الأحاديث فكرتين رئيستين:

الأولى:
عناية الإسلام بالصغار، والتوجيه لإعطائهم ما يحتاجون إليه في فطرتهم من عطف وحنان، والخلق الذي يدفع إلى إعطائهم ذلك هو خلق الرحمة.

فتقبيل الصغار وضمهم والحنو عليهم يغذيهم نفسيًّا بما يحتاجون إليه من حنان وعطف، وذلك أن الطفل كما يحتاج إلى غذاءٍ مادي عن طريق الطعام والشراب، يحتاج إلى غذاءٍ نفسي عن طريق العطف والحنان، والطفل الذي يأخذ وجباته الضرورية من غذائه النفسي يكون أكثر نموًا من الطفل الذي يحرم من ذلك، مهما أعطي وجبات كافيات من الغذاء الجسدي، ولذلك علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم بتوجيهاته القولية والعملية ما ينبغي لنا أن نمنحه أطفالنا من عطف وحنان وقبلات، وما ينبغي أن نشعر به نحوهم من رحمة.

الثانية:
بيان سنة من السنن الربانية الثابتة، وهذه السنة قد كشف عنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

من لا يَرحم لا يُرحم

وقوله:

من لا يرحم الناس لا يرحمه الله.

وهذه السنة هي جزئية من جزئيات قاعدة "الجزاء من جنس العمل".

فمن جفت الرحمة في قلبه، فصار يعامل الناس بالقسوة، عامله الله تعالى بمثل عمله، وجازاه بمثل صنيعه.

أما من يعامل الناس بالرحمة والإحسان، والعطف والحنان، فإن الله الرحيم الرحمن يكافئه بالرحمة والإحسان، ويضاعف له المثوبة ويزيده من فضله.