موسوعةالأخلاق الإسلامية-الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها(تعريف الرحمة)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها(تعريف الرحمة)
247 0

الوصف

                                                    الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها

                                                              تعريف الرحمة
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الثاني: الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها >>

الرحمة وفروعها وظواهرها السلوكية وأضدادها

من الأصول الخلقية وكلياتها العامة خلق الرحمة، ولهذا الأصل فروع أخلاقية متعددة، منها بر الوالدين، ومنها صلة الرحم، ومنها إكرام اليتيم، ومنها العطف على الفقراء والمساكين والمرضى والخدم وذوي الحاجات والضعفاء والعجزة وذوي المصائب، ومنها التعاطف بين الإخوان والأصحاب والجيران وبين المسلمين بوجه عام، ومنها الشفاعة الحسنة، ومنها لين الجانب للناس، ومنها العفو والصفح عن المسيء، ومنها مشاورة رئيس الجماعة وقائدهم وولي أمرهم لأهل المشورة منهم رحمة بقلوبهم ونفوسهم التي يؤلمها الإهمال والاستبداد، إلى غير ذلك.

تعريف الرحمة:

قد يكون من العسير التوصل إلى تعريف دقيق للرحمة؛ لأن شأن الرحمة كشأن معظم العواطف والانفعالات، إنما تدرك وتعرف بظواهرها، لا بحقيقة تكوينها.

ولكن باستطاعتنا أن نقرب للتصور فهم حقيقة الرحمة، وذلك بأن نقول: الرحمة رقة في القلب يلامسها الألم حينما تدرك الحواس أو يتصور الفكر وجود الألم عند شخص آخر؛ أو يلامسها السرور حينما تدرك الحواس أو يتصور الفكر وجود المسرة عند شخص آخر.

فهي مشاركة الكائن الحي لغيره في مثل آلامه ومسراته، والشعور بمثل مشاعره، ولا يشترط في المماثلة التساوي في المقدار، وإنما يكفي فيها المشاركة العامة في الألم أو المسرة.

الرحمة منبع كريم يفيض بالعطاء، وهو إذا لم يفض بالعطاء لمستحقي الرحمة بسبب من الأسباب، احتقن فآلم صاحبه.

إن الرحيم يؤلمه جدًّا أن يشهد آلام مستحق الرحمة، ثم لا يفيض له بعطاء يدفع عنه آلامه، أو يخفف له منها، وهذا هو خلق المؤمنين الذين رباهم الإسلام عليه.

ألسنا نشاهد الأم الرؤوم حينما يثيرها بكاء طفلها الرضيع، الذي يؤلمه الجوع، كيف يمتلئ ثديها لبنًا، ويدفعه حنانها على طفلها للتدفق، فإذا لم ترضعه احتقن اللبن في ثديها فآلمها وأوجعها احتقانه؟

كذلك الرحمة في كل ما تندفع إليه.