موسوعةالأخلاق الإسلامية-الرجوع إلى الحق( تدبر طائفة من نصوص الرجوع إلى الله والتوبة إليه)
الوصف
الرجوع إلى الحق
تدبر طائفة من نصوص الرجوع إلى الله والتوبة إليه
الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 7- الرجوع إلى الحق >>
تدبر طائفة من نصوص الرجوع إلى الله والتوبة إليه:
* نصوص في الأوب:
1- يقول الله تعالى في سورة (الإسراء 17):
(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا (25)) .
أي: إنه سبحانه وتعالى غفور للرجاعين إلى طاعته، بعد تجاوزهم إلى مواقع معصيته، ووصفهم بالأوابين على صيغة المبالغة يدل على أنهم يجددون باستمرار رجوعهم إلى الله كلما ابتعدوا عن طريق طاعته والاستقامة على شريعته، ولما كانوا كذلك كان الله لهم غفورًا، فهو يمنحهم من غفرانه قدرًا كبيرًا يناسب كثرة رجوعهم إليه.
ولكن الله إنما يتقبلهم باسمه الغفور إذا كانوا صالحين في نفوسهم، فالقضية مشروطة بأن يكونوا صالحين (إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا) .
والمراد من الصلاح هنا صلاح النفوس والقلوب، فمن كانت نفسه من الداخل صالحة وكان قلبه صالحًا فإنه هو الذي يستحق أن يتقبله الله باسمه الغفور، كلما كبا في المعصية بضعفه الإنساني، ثم آب إلى ربه ورجع إلى طاعته مستغفرًا من ذنبه. أما من كانت نفسه متمردة شريرة غير صالحة، وكانت غير عازمة بصدق على الرجعة الصحيحة إلى الله، فإن أوبته الظاهرة بلسانه أو بعمله إلى الطاعة لا تنفعه، ولذلك قال الله تعالى في صدر الآية: (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ) ثم أتبع ذلك بقوله: (إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا) فدل ذلك على أن المراد من الصلاح صلاح النفوس والقلوب.
2- ويقول الله تعالى في سورة (ص 38):
(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)) .
لقد أثنى الله في هذه الآية على داود عليه السلام بأنه أواب، أي: رجاع إلى الله تواب، مع أنه ذو أيد، أي: ذو قوة في الأرض وسلطان، ومن طبيعة القوة أنها تغري بالتمادي في المخالفة أو الغفلة، ولكن داود عليه السلام رسول معصوم لا تغريه القوة، فهو في تصاعد مستمر إلى الله.
3- ويقول الله تعالى في سورة (ص 38):
(وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)) .
فأثنى على سليمان بمثل ما أثنى به على أبيه داود عليهما الصلاة والسلام.
4- وأثنى الله تبارك وتعالى على أيوب عليه السلام بمثل ذلك، فقال في معرض الحديث عنه في سورة (ص 38):
(إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)) .