موسوعةالأخلاق الإسلامية-الانحراف عن الحق(أقسام الانحراف عن الحق)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-الانحراف عن الحق(أقسام الانحراف عن الحق)
254 0

الوصف

                                                               الانحراف عن الحق

                                                              أقسام الانحراف عن الحق
                     الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل الأول: حب الحق وإيثاره وظواهره السلوكية وأضداد ذلك >> 8- الانحراف عن الحق >>

8- الانحراف عن الحق

أقسامه وأسبابه وعلاجه

الانحراف عن الحق أيًّا كان ظلم؛ لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه، والظلم قد يكون من ظواهر الانحراف عن الحق وقسوة القلب عن قبول دعوته، وقد يكون من ظواهر فقدان خلق الرحمة وقسوة القلب الناجمة عن ذلك.  سيأتي شرح الظلم عند شرح الظواهر المناقضة لخلق الرحمة.  

أقسام الانحراف عن الحق:

ينقسم الانحراف عن الحق إلى قسمين:

القسم الأول:
الانحراف عن الحق في المفاهيم الفكرية.

القسم الثاني:
الانحراف عن الحق في التطبيقات السلوكية.

* أما الانحراف عن الحق في المفاهيم الفكرية فيرجع إلى عدة أسباب:

(أ) فمنه ما يكون ناشئًا عن خطأ فكري بحت، أدى إلى غموض الحقيقة، أو قصور النظر، أو جهل بطريقة البحث السليم، أو حصر التفكير في جانب من جوانب البحث حيث الحقيقة موزعة في جوانب شتى من الساحة، وبذلك لا تستبين الحقيقة على وجهها الصحيح، فيكون الانحراف عن الحق.

وقد يكون المخطئ في هذا السبب مخلصًا في طلب الحقيقة، إلا أنه لم يسلك السبيل الموصلة إليها، لعجزه وضعف قدرته أو لتقصيره وتهاونه واستعجاله النتيجة.

(ب) ومنه ما يكون ناشئًا عن اتباع غير بصير وتقليد أعمى، دفع إليه تعصب ذميم، أو ثقة عمياء، أو تعطيل لأدوات البحث والمعرفة، وكل ذلك ينشأ عن جهل أو تقصير أو هوى.

(ج) ومنه ما يكون الباعث عليه هوى من أهواء النفس، أو شهوة من شهواتها، أو مطلب من مطالبها، فتزين له أهواؤه وشهواته ومطالبه صورة من صور الباطل، فتجعله ينادي بأنها هي الحق، وكثيرًا ما يحس بأنها مزينة له زورًا وبهتانًا، ولكنه يتغافل عن الحقيقة ويصرف نظره عنها، حتى لا تظهر له فتنغص عليه لذاته، وتعكر عليه صفو أهوائه وشهواته.

والغالب في أصحاب الانحراف أنهم لا يكونون مخلصين في طلب الحقيقة والبحث عنها، ولكنهم يحاولون أن يجدوا لانحرافهم في السلوك فلسفة فكرية مزينة بالأصباغ والألوان الفكرية الخادعة، ليبرروا بها انحرافهم، وهؤلاء عباد أهوائهم وشهواتهم، ومن الصعب جدًّا إرجاعهم إلى الحق عن طريق إقناعهم به، وتبصيرهم بوجهه المشرق، إذ هم مكابرون مجرمون، وليسوا بجاهلين ولا ضالين سبيل الحق.