موسوعةالأخلاق الإسلامية-الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في النفس((أ) نشأة النفوس الإنسانية)
الوصف
الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية: في النفس
(أ) نشأة النفوس الإنسانية
الباب الثاني: الإنسان في دائرة الدلالات القرآنية >> الفصل الثاني: في النفس بوجه عام >>
(أ) نشأة النفوس الإنسانية:
النفوس البشرية كلها قد خلقت من نفس واحدة هي نفس الإنسان الأول (آدم)، ثم اشتق الخالق من هذه النفس الواحدة نفس زوجها، ثم بث منهما عن طريق التناسل كل السلالات البشرية المتكاثرة إلى أن تقوم الساعة.
دل على هذه الحقيقة قول الله تعالى في سورة (النساء 4):
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً .... (1)) .
وقد خلق منها زوجها لتكون سكنًا ملائمًا مشاركًا في الخصائص والطبائع البشرية.
دل على هذه الحقيقة قول الله تعالى في سورة (الأعراف 7):
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ... (189)) .
وقد مرت مدة على النفس الأولى قبل أن يخلق الله منها زوجها، ثم بعد هذه المدة جعل الله منها زوجها، قال الله تعالى في سورة (الزمر 39):
(خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ... (6)) .
فدلت كلمة (ثم) على وجود الفاصل الزمني بين خلق آدم وخلق زوجه.
وخلق السلالات البشرية من نفس واحدة كان على سبيل الإنشاء المتدرج كما هو مشاهد، قال الله تعالى في سورة (الأنعام 6):
(وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)) .
والمستقر ظهور الآباء، والمستودع أرحام الأمهات.