مفاتيح التعامل مع القرآن -حديث القرآن عن القرآن (القرآن)

مفاتيح التعامل مع القرآن -حديث القرآن عن القرآن (القرآن)
245 0

الوصف

                                                     حديث القرآن عن القرآن (أسماؤه وسماته)

                                                            القرآن

هو أشهر هذه الأسماء وأبرزها وأظهرها، وقد خص الله كتابه المنزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بهذا الاسم، حيث لم يطلق على كتب الله السماوية السابقة. والقرآن مشتق من القراءة (كما هو الراجح عند علماء القرآن). وقد خص بالكتاب المنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم، فصار علما عليه ..

وأورد الراغب فى مفرداته قول أحد العلماء: «تسمية هذا الكتاب قرآنا من بين كتب الله لكونه جامعا لثمرة كتبه، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم» كما أشار إليه بقوله: وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ [يوسف: ١١١] 

ولعل فى اختيار هذا الاسم الكريم- المتميز المتفرد- إشارة بارزة إلى وجوب تميز وتفرد الأمة الإسلامية- الأمينة على قرآنها وعلى وجودها وعلى البشرية من حولها- بحيث لا تأخذ فى مناهج حياتها من غير هذا القرآن الكريم.

أخبر الله عن بدء نزول القرآن فى شهر رمضان المبارك بقوله تعالى:

(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) [البقرة: ١٨٥]

وقال تعالى فى وصف هذا القرآن (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)) [ق: ١] وقال: (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١)) [ص: ١]

 ووصف القرآن بأنه عربى مبين فى قوله تعالى: (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣)) [فصلت: ٣].

وقرر الله أن هذا القرآن ميسر للذكر- لمن أراد أن يذكر ويتذكر، ولمن تعامل معه بقلب حى وتأثر بالغ- فقال: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧))؟ [القمر: ١٧].

وبيّن أنه ضرب فى هذا القرآن للناس من كل مثل لعلهم يتفكرون أو يتذكرون، ولكنهم غفلوا عن هذه الأمثال وأعرضوا عنها، واختاروا أن يعيشوا فى ريبهم وكفرهم يترددون. فقال: (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً (٨٩)) [الإسراء: ٨٩].

وأعلمنا الله أن الكفار لا يحبون سماع هذا القرآن، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا قرأ القرآن فإن الحاجز السميك، والحجاب الساتر، يرتفع بينه وبين أولئك الكفار، وأن هذا الحجاب الحاجز يتمثل فى الأغطية على القلوب، وفى الصمم فى الآذان، فلا تعى ولا تتدبر كلام الله، ولذلك يعرضون عن القارئ لكلام الله، ويولون مدبرين نافرين،

فقال تعالى:

(وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (٤٥) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (٤٦)) [الإسراء: ٤٥، ٤٦].

ودعانا الله إلى أن نتهيأ لتلاوة القرآن، وأن نستعد لها استعدادا خاصا، بأن نتوجه إلى الله قبلها، نستعيذ به من الشيطان، لتكون هذه الاستعاذة وسيلة لتدبر كلام الله، فقال: (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨)) [النحل: ٩٨].

وطالبنا الله بالأدب الجم مع القرآن، عند ما نسمع آياته تتلى علينا، فلا بد من الاستماع لها بكامل كياننا الإنسانى، وفتح كل منافذ القلب لتصل إليه وتتفاعل معه. وفرق بين السماع والاستماع، إذ أن السماع هو وصول 

الأصوات إلى الأذن، ولكنه قد يكون سماعا عرضيا غير مقصود .. أما الاستماع فهو مشاركة الحواس والأجهزة المختلفة فى المسلم للأذن، فى التفاعل والتدبر والتلقى والانفعال. قال تعالى: (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤)) [الأعراف: ٢٠٤].