ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر)

الوصف

                                                    من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس

                                                          يحب النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر

يحب النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه:

«ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر».

عمار بن ياسر:

عمار بن ياسر رضي الله عنه المكنى بأبي اليقظان، أسلم قديمًا ويقال إنه أول من اتخذ مسجدًا في بيته يتعبد فيه، كان هو وأمه من السبعة الذين كانوا أول من أظهروا إسلامهم، وكان ممن يعذب في الله هو وأبوه وأمه سمية بنت خياط، حيث كان المشركون يخرجون به وبأبيه وأمه إذا حميت الظهيرة، يعذبونهم برمضاء مكة وهي الرمل الحارة من شدة حرارة الشمس، وقد قتلوا أمه فكانت أول شهيدة في الإسلام، أما عمار فقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهًا لما ناله من ضرب وأذى وقلبه يأبى ما يقول وهو مطمئن بالإيمان بالله ورسوله، وجاء معتذرًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى (إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ)

هاجر إلى المدينة، ولما بدئ العمل في بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم دخل عمار إلى العمل بجد واجتهاد حتى أن الرجال كانوا يحملون لبنة لبنة في حين كان يحمل هو اثنتين اثنتين رغبة في زيادة الأجر من الله تعالى، وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفض التراب عنه ويبشره بأن الفئة الباغية هي التي ستقتله، قال أبو سعد الخدري رضي الله عنه عن بناء المسجد: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فينفض التراب عنه ويقول:

«ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار».

 قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. فصار عمار رضي الله عنه علامة على من تكون الفئة الباغية من الفئتين المسلمتين اللتين ستتقاتلان في المستقبل ويكون عمار مع إحداهما، قيل: إن أول من بنى مسجدًا عمار بن ياسر. والمراد به مسجد قباء، وأن عمارًا هو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم ببنيانه، وهو الذي جمع الحجارة له، فلما أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم استتم عمار بنيانه.

شهد عمار رضي الله عنه بدرًا والمشاهد كلها، وأبلى ببدر بلاء حسنًا وقتل عددًا من المشركين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنه:

«ائذنوا له. مرحبًا بالطيب المطيب».

كان عمار عاقلًا حكيمًا وما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما. وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصفة له فقال صلى الله عليه وسلم:

«ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما»

ولأجل ذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسير على طريقة عمار فقال صلى الله عليه وسلم

«إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي- وأشار إلى أبي بكر وعمر- واهتدوا بهدي عمار، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه»