ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود)

الوصف

                                                    من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس
                                                           يحب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود

يحب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه:

«ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر».

عبد الله بن مسعود:

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، مات أبوه في الجاهلية وأسلمت أمه وصحبت؛ فلذلك نسب إليها أحيانًا وكان يقال له «ابن أم عبد» كان عبد الله من السابقين إلى الإسلام، وقد أسلم قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان سبب إسلامه ما رواه بنفسه فقال: كنت غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وقد فَرَّا من المشركين، فقالا:

«يا غلام، هل عندك من لبن تسقينا؟» قلت: إني مؤتمن، ولست ساقيكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل؟ قلت: نعم فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم، ومسح الضرع ودعا، فحقل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة، فاحتلب فيها، فشرب وشرب أبو بكر، ثم شربت، ثم قال للضرع: اقلص، فقلص، فأتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول، قال: إنك غلام معلم»

قال: فأخذت من فيه سبعين سورة، لا ينازعني فيها أحد.

كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أول من جهر بالقرآن في مكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد اجتمع يومًا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يُسمعهموه؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنا؛ قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلًا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه؛ قال: دعوني فإن الله سيمنعني. فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام ثم قرأ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) رافعًا بها صوته (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ) ثم استقبلها يقرؤها. فتأملوه فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن أم عبد؟ ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه, فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ. ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا في وجهه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك؛ فقال: ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا؛ قالوا: لا، حسبك قد أسمعتهم ما يكرهون.