ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)
197 0

الوصف

                                                    من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس
                                                           يحب النبي صلى الله عليه وسلم خديجة

يحب النبي صلى الله عليه وسلم خديجة

عن أم المؤمنين عائشة قالت: ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول:

«أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة»

قالت: فأغضبته يومًا فقلت، خديجة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني قد رزقت حبها».

هي خديجة بنت خويلد، الطاهرة، أم المؤمنين، أول من آمن وأسلم من النساء، وهي من خير نساء الأرض، أول زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي أم أولاده جميعًا إلا إبراهيم.

كانت خديجة رضي الله عنها امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه، بشيء تجعله لهم، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها، من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له مَيْسَرَةُ، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها مَيْسَرَةُ حتى قدم الشام. وكان ذلك قبل بعثته بخمسة عشر سنة.

ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلًا إلى مكة، فحدث مَيْسَرَةُ خديجة بما رآه من النبي صلى الله عليه وسلم فرغبت في تزوجه، وكانت آنذاك في الأربعين من عمرها، في حين كان النبي صلى الله عليه وسلم في الخامسة والعشرين من عمره؛ وتم الزواج فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت، رضي الله عنها.

وولدت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم فإنه كان من جاريته مارية، والمتفق عليه من أولاده منها: القاسم وبه كان يكنى، مات صغيرًا قبل المبعث أو بعده، وبناته الأربع: زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة، وقيل كانت أم كلثوم أصغر من فاطمة، وعبد الله ولد بعد المبعث فكان يقال له الطاهر والطيب، ويقال هما أخوان له، ومات الذكور صغارًا باتفاق. أما النبات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم.

إن خديجة رضي الله عنها كانت خير سند ومعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أدق اللحظات وأخطرها في حياته صلى الله عليه وسلم وذلك عند بدء الوحي و

«أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه –وهو التعبد- الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: «زَمِّلوني زَمِّلوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى –ابن عم خديجة –وكان امرءًا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي، ولكن خديجة لم تخذل رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نصرته نصرًا مؤزرًا، وكانت له سندًا متينًا، وآنسته مما نزل به من أمور ويسرتها عليه، وهونتها لديه»