ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الحسن)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الحسن)
179 0

الوصف

                                                  من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس

                                                         يحب النبي صلى الله عليه وسلم الحسن

يحب النبي صلى الله عليه وسلم الحسن

عن البراء رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي على عاتقة يقول:

«اللهم إني أحبه فأحبه».

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن:

«اللهم إني أحبه، فأحبه، وأحب مَنْ يحبه»

وقال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن عَلِيٍّ بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.

هو الحسن بن علي بن أبي طالب، ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا،

«لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي حمله أبو بكر رضي الله عنه وهو يقول: بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيهًا بِعَلِيٍّ، وَعَلِيٌّ يضحك».

كان مولد الحسن في رمضان سنة ثلاث من الهجرة عند الأكثر، وقيل بعد ذلك، فحنكه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه وسماه حسنًا، وهو أكبر ولد أبويه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا شديدًا حتى كان يقبل ذُبْيَتَه وهو صغير، وربما مص لسانه واعتنقه وداعبه، وربما جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد في الصلاة فيركب على ظهره فيقره على ذلك ويطيل السجود من أجله، وربما صعد معه إلى المنبر.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الحسن سيصلح بين فئتين من المسلمين؛ فعن أبي بكرة قال:

«سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول: ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين».

وقد حصل ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعندما توفي علي بن أبي طالب في الكوفة من أرض العراق صلى عليه ابنه الحسن؛ لأنه أكبر بنيه رضي الله عنهم، ولما فرغ من دفن أبيه كان أول من تقدم إليه قيس بن سعد بن عبادة فقال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه، فسكت الحسن فبايعه ثم بايعه الناس بعده، وذلك في رمضان سنة أربعين؛ ومن يومئذ ولي الحسن بن علي، وكان قيس بن سعد على إمرة أذربيجان، تحت يده أربعون ألف مقاتل، قد بايعوا عليًّا على الموت، فلما مات علي ألح قيس بن سعد على الحسن في النفير لقتال أهل الشام، ولم يكن في نية الحسن أن يقاتل أحدًا، ولكن غلبوه على رأيه، فاجتمعوا اجتماعًا عظيمًا لم يسمع بمثله، فَأَمَّرَ الحسنُ بنُ علي، قَيْسَ بنَ سعد على المقدمة في اثني عشر ألفًا بين يديه، وسار هو بالجيوش في أثره قاصدًا بلاد الشام، ليقاتل معاوية وأهل الشام، فلما اجتاز بالمدائن نزلها وقدم المقدمة بين يديه، فبينما هو في المدائن معسكرًا بظاهرها، إذ صرخ في الناس صارخ: ألا إن قيس بن سعد بن عبادة قد قُتِلَ، فثار الناس فانتهبوا أمتعة بعضهم بعضًا حتى انتهبوا سرادق الحسن، حتى نازعوه بساطًا كان جالسًا عليه، وطعنه بعضهم حين ركب طعنة أشوته، فكرههم الحسن كراهية شديدة، ولما رأى تفرق جيشه عليه مَقَتَهُمْ، وكتب عند ذلك إلى معاوية بن أبي سفيان –وكان قد ركب في أهل الشام فنزل مسكن- يراوضه على الصلح بينهما، وتم الاتفاق بين الاثنين ونزل الحسن عن الإِمْرَةِ لمعاوية، وحقن دماء المسلمين، ودخل معاوية الكوفة وخطب بها واجتمعت عليه الكلمة في سائر الأقاليم والآفاق فسميت سنة الجماعة لاجتماع الناس وانقطاع الحرب.

وترحل الحسن بن علي ومعه أخوه الحسين وبقية إخوتهم وابن عمهم عبد الله بن جعفر من أرض العراق إلى أرض المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وجعل كلما مر بحي من شيعتهم يبكتونه على ما صنع من نزوله عن الأمر لمعاوية، وهو في ذلك البار الراشد الممدوح، وليس يجد في صدره حرجًا ولا تَلَوُّمًا ولا نَدَمًا، بل هو راض بذلك مستبشر به، والحق في ذلك اتباع السنة ومدحه فيما حقن به دماء الأمة، كما مدحه على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث.