ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن طلحة)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن طلحة)
159 0

الوصف

                                                   من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس

                                                        رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن طلحة

رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن طلحة

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن طلحة:

«توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض».

وهو طلحة بن عبيد الله، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الجود، لكرمه ولكثرة جوده، فعن قيس بن أبي حازم قال:

«صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلًا أعطى لجزيل مال عن غير مسألة منه».

 أسلم قديمًا على يدي أبي بكر الصديق، فكان نوفل بن خويلد بن العدوية يشدهما في حبل واحد، ولا تستطيع بنو تميم أن تمنعهما منه؛ فلذلك كان يقال لطلحة وأبي بكر القرينان، وقد هاجر طلحة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي أيوب الأنصاري.

شهد طلحة المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدرًا فإنه كان بالشام لتجارة، وقيل في رسالة؛ ولهذا ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره من بدر، وكانت له يوم أُحُدٍ اليد البيضاء، فقد كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم درعان فأراد أن ينهض إلى صخرة فلم يستطع، فطأطأ له طلحة فصعد على ظهره حتى استوى على الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أوجب طلحة»

ووقى طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فشلت، واستمرت كذلك إلى أن مات، قال قيس بن أبي حازم:

«رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت»

وعن أبي عثمان قال:

«لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير طلحة وسعد، عن حديثهما».

 يقول الصديق:

«ثم أتينا طلحة: -يعني يوم أحد- فوجدنا به بعضًا وسبعين جراحة، وإذا قد قطعت إصبعه».

 وكان الصديق إذا حدث عن أُحُدٍ يقول:

«ذاك يوم كان كله لطلحة».

وطلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وقد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن صحبته حتى توفي وهو عنه راض، وكذلك أبو بكر وعمر.

وفي يوم الجمل في العراق جاءءه سهم غروب فوقع في ركبته فتوفي، وذلك في يوم الخميس العاشر من جمادي الآخرة ست وثلاثين، وكان عمره ستين سنة، وقيل بعضًا وستين سنة.

روي أن رجلًا رأى طلحة في منامه وهو يقول: حولوني عن قبري فقد آذاني الماء، ثلاث ليال، فأتى ابن عباس فأخبره وكان نائبًا على البصرة، فاشتروا له دارًا بالبصرة فحولوه من قبره إليها، فإذا قد اخضر من جسده ما بلى الماء، وإذا هو كهيئته يوم أصيب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله»