ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله المقاتلين في سبيله)

ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله المقاتلين في سبيله)
192 0

الوصف

                                                    مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس

                                                      يحب الله المقاتلين في سبيله

يحب الله المقاتلين في سبيله

قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)

المقاتلون في سبيل الله:
المقاتلون في سبيل الله هم الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، ويجاهدون في الله حق جهاده ويدعون إليه تعالى، وينشرون دينه الإسلام.

عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ) الآيات.

قالوا لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه فدلهم الله على أحب الأعمال إليه فقال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا) فهذا إخبار من الله تعالى بمحبته عباده المؤمنين إذا صفوا مواجهين لأعداء الله في حومة الوغى يقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لتكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر العالي على سائر الأديان.

والله – عزَّ وجلَّ – يحب الذين يصفُّون أنفسهم صفَّا للقتال (كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) متلاصق بعضه ببعض كقطعة واحدة، ويحب الذي يثبت في الجهاد في سبيل الله ويلزم مكانه كثبوت البناء، ولا يخرج من الصف إلا لحاجة تعرض للإنسان، أو في رسالة يرسلها الإمام، أو في منفعة تظهر في المقام، كفرصة تنتهز ولا خلاف فيها. وفي الخروج عن الصف للمبارزة خلاف على قولين أحدهما: إنه لا بأس به إرهابًا للعدو، وطلبًا للشهادة وتحريضًا على القتال. وقالوا: لا يبرز أحد طالبًا لذلك؛ لأن فيه رياءً وخروجًا إلى ما نهى الله عنه من لقاء العدو، وإنما تكون المبارزة إذا طلبها الكافر؛ كما كانت في حروب النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وفي غزوة خيبر، وعليه درج السلف.